لم يغمض ملوك الفرنسيس عن الاعتناء باللغة العربية، بل نهجوا في تعزيزها نهج ملوك إسبانيا وصقلية، فأنشأوا في باريس عاصمتهم مدرسا عاما؛ لتعليمها منذ أواسط القرن الثالث عشر للميلاد،
9
هكذا اندمجت في لغة الفرنسيس وفي سائر لغات أوروبا ألفاظ عربية كثيرة، ولا سيما في العلوم البحرية والطبية، وغير خاف أن الطب العربي كان أساس علم الطب عند الفرنسيس أخذوه مع كثير من ألفاظه، وأثبت المستشرق العلامة الأب هنري لامنس أن اللغة الفرنسية استعارت نحو 900 لفظة من اللغة العربية، واستعملتها وأدخلتها رسميا في معاجمها.
10
ونشر المستشرق فرنكل (1853-1909م) الألماني أستاذ أصل اللغات في كلية برسلو تآليف وبحوثا خطيرة، حدد فيها الكلمات العربية الدخيلة على اللغات الأوروبية،
11
وألف كذلك كتابا في الألفاظ التي اتخذها العرب من السريان، فدقق وعمق وحقق.
12 (5) انصراف علماء الاستشراق إلى نشر أهم الكتب العربية
ما اكتفى علماء الاستشراق في أوروبا بدرس اللغة العربية، واذخار كتبها، لكنهم انصرفوا منذ عهد اختراع الطباعة إلى طبع الشيء الكثير من تواريخ بلاد العرب وجغرافيتها وتراجم رجالها وأصول شعوبها. هكذا تيسر للأوروبيين أن ينشروا أهم تلك الكتب في مختلف العلوم العقلية والنقلية. ومن جملتها أول طبعة من القرآن باللغة العربية، نشرها بابا غانيني في مدينة البندقية. ثم نشر أندريا أريڨابن من مانتو أول طبعة للقرآن باللغة الإيطالية،
13
Bilinmeyen sayfa