وجاءهم فاضل بطبق البسيمة والمشبك وهو يقول: ما لدينا سوى هذا، وهو ما نتعيش منه. - نحمد الله الذي حلى ريقنا وأحلى ليلتنا.
ومال كبيرهم على أذن أحد الآخرين فغادر المكان مسرعا .. وخطف عبد الله من الكبير نظرات فخيل إليه أنه لا يراه لأول مرة، وحاول أن يتذكر أين ومتى ولكن خانته الذاكرة .. ثم رجع الرجل محملا بالسمك المقلي والمشوي فدب في الأنفس نشاط، وسعدت بلذيذ المأكل، وقال فاضل ممتنا: ما يليق مسكننا بمقامكم.
فقال الرجل مجاملا: العبرة بأهل المسكن.
ثم برجاء: أسمعونا طربا؛ فالطرب ما أسعدنا بمعرفتكم!
فذهب فاضل إلى ما وراء الستار .. وقبل أن يستقر في مجلسه مرة أخرى تهادى صوت حسنية منشدا:
لو علمنا مجيئكم لفرشنا
مهجة القلب أو سواد العيون
وفرشنا خدودنا والتقينا
ليكون المسير فوق الجفون
فطرب الجميع وهتف أحد الغرباء: تبارك الخلاق العظيم.
Bilinmeyen sayfa