============================================================
مكتبة القاهرة قوله تعالى(ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) (1) قال: قيل إنما وقع التفصيل فى العبادة أدبا من الله لنا فأضاف المحان إليه وأضاف الساون إلينا، وإن كان فعل العبد كله خلق الله حسنة وسيئة كما قال فاراد ربك أن يبلغك أشدهما) فأضاف ذلك إلى الله، وقال في السفينة (فأردت أن اعيبها ) ولم يقل فأراد ربك أن يعيبها أدبا فى التعبير، وكما قال إبراهيم الطية ( واذا مرضت فهو يشفين 4(1) فأضاف المرض لنفسه والشفاء لله ع ومنهم من قال: إن ذلك داخل فى مضعون القول وإن هذا التفصيل حكاه الله عنهم، والتقدير ( فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا فى قولهم ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) ورد عليهم بقوله (قل كل من عند الله وقال في قوله قلي ( يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل )(3 يولج المعصية فى الطاعة، والطاعة فى العصية، يطيع العبد الطاعة فيعجب بها، ويعتمد عليها ويستغر من لم يفعلها ويطلب من الله العوض عليها فهذه حسنة أحاطت بها سيثات ويذتب الذنب فيلجأ إلى الله فيه ويعتذر منه ويستصغر نفسه، ويمظم من لم يفله فهذه سيئة أحاطت بها حسنات فأيهما الطاعة وأيهما المعصية وقال الفتى من كسر الصنم، قال: الله تعالى، قالوا سمعتا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم وقال : فى قوله يتل ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) (5) الولى لا يزال مضطرأ ومعنى كلام الشيخ هذا: أن العامة اضطرارهم بمثيرات الأسباب فإذا زالت زال اضطرارهم وذلك لغلبة داثآرة الحسن على مستهدهم، فلو شهدوا قبضة الله الشاملة المحيطة لعلموا أن مضطر إلى الله دائم وأن الاضطرار تعطيه حقيقة العبد إذ هو ممكن وكل مضطر إلى معد يمده، ومدد يمده، وكما أن الحق سيحانه هو الغتى أبدأ فالعبد مضطر إليه أبدا، ولا يزايل العيد هذا الاضطرار لا فى الدنيا ولا فى الآخرة، ولو دخل الجنة فهو يحتاج إلى الله فيها غير أن غم اضطراره فى المنة التى أفرغت عليها ملابسها، وهذا هو حكم الحقائق أن لا يختلف حكمها لا فى الغيب ولا فى الشهادة ولا فى الدنيا ولا فى الآخرة، فالعلم صفته الكشف، ()(النساء: 79) (5) (الشعراء: 80) (فاطر: 13) (4) (الاتبياء: 1) 10(النمل: 12)
Sayfa 97