============================================================
مكتبة القاهرة وقال الشيخ أبو العباس: كنت ليلة من الليالى جالسا بالأسكندرية اكتب كتابا لبعض أصحابنا ، وإذا بالشيخ خليل هذا فى الهواء فقلت له: إلى أين انتييت فى سياحتك فى هذه الليلة؟ فقال: خرجت من بشتيل وانتهيت إلى جبال الزيتون بالمغرب الأقصى، وأنا أريد أن أذهب إلى بيت المقدس وأعود إلى بلدتى ولو بسطت لى اكثر من ذلك لاتبسطت، قال الشيخ: فقلت له: ليس الشأن أن تذهب إلى جبال الزيتون وتعود من ليلتك ولكن أنا الساعة لو أردت أن آخذ بيدك وأضعك على (ق) وأنا منا لفعلت .
وخبرنى أبو عبد الله بن سلطان وكان من أولياء الله قال: أردت أن أرسل إلى الشيخ أبى العباس علا فقلت إلى بعض أصحابى فقال: لى عندى نصفيتان علتل فراخ (أى: جرتان صغيرتان) فأتى إلى بهما فسددتهما وكتبت عليهما وديعة الشيخ أبى العباس المرى وأتيت بهما إلى بحر تونس فدليتهما، فجاءنى الخبر من عنده أنهما وصلا إليه، وأخبرنى بعض أصحابه قال: كان الشيخ جالا يوما فقال لبعض اصحابه: قم بنا فأتى إلى بحر السللة وأدلى يده فأخرج الجرتين.
وأخبرنى عبد العليم بن الشيخ ماضى - وماضى هذا أحد أصحاب الشيخ أبى الحسن وهو أخو عبد الله بن سلطان - قال: صليت ليلة عند الشيخ أبى العباس قيام شهر رمضان، قلما فرغ من الصلاة قال لولده: خذ ابن عمك واصعد به إلى فوق، قال: فطلعنا عند الشيخ فوضع لنا قطائف وعسلا، وقال: هذا العسل من عند عمك، فلما ذهبت إلى والدى قال لى: أبطأت الليلة لقد شغلت قلبى، قلت: كنت عند الشيخ أبى العباس وأطعمنى قطائف وعسلا وقال هذا العسل من عند عمك، قال: فقال أبى عجب هذا لى فى الديار مصر عشرون سنة ما أرمل لى أخى شيئا قط حتى بلغه أن وصول العسل كان على الوجه الذى تقدم .
وكان يقول: والله لو حجبت عنى جنة الفردوس طرفة عين ما عددت نفسى مع المسلمين، وكان يقول: لو فاتنى الوقوف بعرفة فى سنة ما عددت نفسى مع المسلمين .
وسمعته ي يقول: إذا أوذيت من بعض أصحابه أصبر فوالله ما هى إلا لك أى ما الوراثة إلا لك: ووجدت بخط الشيخ ابن ناشى أخبرنا الشيخ جلال الدين عن الشيخ أبى الحسن الشاذلى يت أنه قال: البس اليوم أبو العباس ثياب البدلة حين مجيئيم من الحجاز بالمراس بالجدير، قال ابن ناشى: فكتبت إلى شيخى أبى العباس فى ذلك الشعر:
Sayfa 63