201

Letaif-i Maarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Araştırmacı

ياسين محمد السواس

Yayıncı

دار ابن كثير

Baskı Numarası

الخامسة

Yayın Yılı

1420 AH

Yayın Yeri

بيروت

Türler

Tasavvuf
قالت: وكان عندَه قَدَحٌ مِن ماءٍ، فيُدْخِلُ يدَهُ في القدَحِ، ثمَّ يَمسَحُ وَجْهَهُ بالماءِ، ويقول: "اللهمَّ، أعِنِّي على سَكراتِ الموتِ"، قالت: وجَعَلَ يقولُ: "لا إلهَ إلا الله، إن للموتِ لَسَكراتٍ" (^١). وفي حديثٍ مرسَلٍ أنه قال: اللهمَّ إنكَ تأخُذُ الرُّوحَ مِن بين العَصَبِ والقَصَب (^٢) والأنامِلِ، اللهم فأعِني على الموتِ وهوِّنْهُ علي" (^٣). ولمَّا [ثقُلَ النَّبي ﷺ جَعَل] (^٤) يتغشَّاهُ الكَرْبُ، قالت فاطمةُ ﵍: وا كَرْبَ أبتاه! فقالَ لها: "لا كَرْبَ على أبيكِ بعدَ اليوم" (^٥). وفي حديثٍ خرَّجه ابنُ ماجه أنه ﷺ قال لِفاطِمةَ: "إنه قَدْ حَضَرَ من أبيكِ ما ليس الله بتاركٍ منه أحدًا (^٦)، المُوافاةُ (^٧) يومَ القيامةِ" (^٨). ولم يُقْبَضْ ﷺ حتى خُيِّرَ مرةً أُخْرَى بينَ الدنيا والآخِرةِ؛ قالَتْ عائشةُ: كان النبي ﷺ يقولُ: "إنَّه لم يُقْبَضْ نبي [قط] حَتى يرَى مَقْعَدَهُ مِن الجنةِ، ثم يُخيَّرُ". فلمَّا نزلَ به ورأسُهُ على فَخِذِي، غُشِيَ عليه ساعة، ثمَّ أفاقَ، فأشخصَ بصرَهُ إلى سَقفِ البيتِ، ثم قال: "اللهمَّ، الرفيقَ الأعْلَى". فقلْتُ: الآن لا يختارُنا، وعلِمْتُ أنَّه الحديثُ الذي كانَ يُحدِّثناهُ، وهو صَحِيحٌ (^٩). وكانَتْ تِلكَ آخرَ كلمةٍ تكلَّمَ بها. وفي روايةٍ أنَّه قال: "اللهمَّ اغفِرْ لِي وارْحَمْنِي، وأَلْحِقْنِي بالرَّفيق الأعْلَى" (^١٠). وفي رواية أنه أصابَهُ بُحَّةٌ شَديدةٌ، فسمِعتُه يقوله: ﴿مَعَ الَّذينَ أَنْعَمَ الله عليهِم مِنَ

(^١) قطعة من حديث صحيح. انظر نصَّه كاملًا ورواياته المختلفة وتخريجه في "جامع الأصول" ١١/ ٦٢ - ٦٥. (^٢) القَصَبُ: عظام الأصابع من اليدين والرجلين. وقيل: هي ما بين كل مفصلين من الأصابع. (^٣) وهو حديث ضعيف. (^٤) ما بين قوسين لم يرد في آ، ش. (^٥) قطعة من حديث رواه البخاري رقم (٤٤٦٢) في المغازي، باب: مرض النبي ﷺ ووفاته؛ وابن ماجه رقم (١٦٢٩) في الجنائز، باب: ذكر وفاته ودفنه ﷺ، واللفظ له من حديث أنس بن مالك، ﵁. (^٦) في (ط): "أحد". (^٧) الموافاة: أن توافي إنسانًا في الميعاد. (^٨) قطعة من حديث رواه أحمد في "المسند" ٣/ ١٤١؛ وابن ماجه رقم (١٦٢٩) في الجنائز، باب: ذكر وفاته ودفنه ﷺ، من حديث أنس ﵁، وهو حديث حسن، وأصله في صحيح البخاري. (^٩) رواه البخاري رقم (٤٤٣٧) في المغازي، باب: مرض النَّبيِّ ﷺ ووفاته؛ ومسلم رقم (٢٤٤٤) (٨٧) في فضائل الصحابة، باب: فضائل عائشة ﵂؛ وأحمد في "المسند" ٦/ ٨٩ و٢٧٤. (^١٠) سقطت هذه الرواية بكاملها من (آ)، وهي عند مسلم رقم (٢٤٤٤) في فضائل الصحابة، باب: فضائل عائشة ﵂؛ وأحمد في "المسند" ٦/ ٢٣١.

1 / 208