يوم يحاسب فيه على كل حقير وجليل، ويناقش فيه كل شقي وسعيد، يوم تقشعر فيه جلود الأنبياء، وتتزلزل فيه أقدام الأصفياء الأتقياء، وينادي كل نفس: نفسي نفسي، وتذهل المرضعة عن الرضيع والوليد.
فالله الله عباد الله، اتقوا الله، فإنه أقرب إليكم من حبل الوريد، {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}(1)، فمن شذ عن الجماعة شذ في القعر البعيد، وحافظوا على الصلوات، وحضور الجمع والجماعات، وانتهوا عن المهلكات والموبقات، ولا تضيعوا العمر المديد، وإياكم ثم إياكم من الاغترار بالدنيا، ومن نسيان العقبى، فمن طغى وأثر الحياة الدنيا على العقبى، فليس له مأوى إلا السعير ذات الحر والقر الشديد، واستغفروا الله في كل وقت وآن، واطلبوا رضاءه في كل مكان وزمان، واطلبوا منه المزيد.
وقولوا من صميم البال واللسان السديد: اللهم يا رحمن، يا مجيد، يا منان، يا حميد، اغفر لنا واعف عنا وتجاوز عن خطايانا يوم الوعيد.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}(2).
الخطبة الأولى للجمعة الخامسة من جمادى الأولى
Sayfa 74