فالله الله عباد الله؛ تيقظوا من نوم الغفلة، ومصاحبة الجهال، ولا تظنوا أنكم تتركون سدى، أو أنكم لا تسألون غدا، فهو أمر محال، وعليكم بالاجتهاد في السنة، وإياكم والبدعة فإن كل بدعة ضلالة، لا يرتكبها إلا الغفال، واعلموا أن العمل القليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة، وأن السنة تهدى إلى الفلاح والنجاة والبدعة تهوي بصاحبها إلى أسفل الدركات، ويذهب بنور الإيمان، وحسن الجمال، جعلنا الله وإياكم ممن تشرف بصالح الأفعال، وتجنب قبائح الأعمال ونحانا وإياكم من سبل الهلاك، وطرق الضلال.
والحمد لله رب العالمين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون، هم وأزواجهم في ظلال}(1).
الخطبة الأولى للجمعة الثالثة من شهر ربيع الآخر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، نحمده على أن أرسل إلينا رسلا مبلغين مبشرين ومنذرين من النيران، وهدانا إلى سواء الطريق، ورزقنا الإيمان، ونشكره على أن جعلنا من سيد أصفيائه، ورأس أوليائه محمد المبعوث إلى كافة الخلق من الإنس والجان، أشهد أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأن سيدنا محمدا عبده ورسوله، صاحب الحكمة والفرقان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ما دار النيران.
أما بعد:
Sayfa 59