Latâif-ül Müstehsene Bi Cem'i Hutub-i Şuhur-üs Sene
اللطائف المستحسنة بجمع خطب شهور السنة
Türler
أيها المستطيعون تزودوا للرحيل إلى البيت الجليل، ولا تسلكوا سبل الضلال والطغيان، ما هذه البطالة؟ ما هذا الغفول؟ أتعلمون أن عمركم يطول، هذا ظن فاسد، وعلم كاسد ليس عليه برهان، اغتنموا الفرصة، واتقوا فجأة المنية؛ لعلكم لا تجدون العام القابل في هذه الدار دار الخسران، أين من كان معكم في السنة الماضية؟! أين أباؤكم وأبناؤكم؟! أين أجدادكم وأحبابكم والأقران؟! أما سمعتم قوله تعالى: {كل من عليها فان}(1)، أغشاوة على القلوب أم صم في الآذان، اتركوا المال والأولاد والأحباب والأحفاد، فلا يذهب أحد معكم في بيت الأحزان، وأسرعوا إلى حج البيت العتيق، بيت مبارك طافت به الملائكة قبل خلق الخلق بألفي عام وتيب بطوافه على سيدنا آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فيه آيات بينات منها مقام سيدنا إبراهيم، بيت جعله الله آمنا، وعظمه حبيب الرحمن، بيت تضاعف فيه الحسنات، وتغفر بطوافه الخطيئات، وتعتق الرقاب من النيران، كم من عاص طاف بالبيت فنجا؟ وكم من مذنب حج البيت فصار كيوم ولدته أمه؟ وكم من هالك وقف بعرفة فعتق من عذاب النيران؟ وحركوا نوق الشوق بشدة الذوق إلى زيارة سيد بني عدنان، فوالله لولا حرمته وظله علينا لغضب(2) علينا الرحمن، وخسف بنا المكان، كيف لا، وقد كثرت فينا الكبائر، وفشت الصغائر وصنوف العصيان، تحاسدنا وتدابرنا وتجادلنا وتناقشنا، وغصنا في بحار العصيان، كبر الجهل والعمى، وكثر الربا، وشرب الخمور والزنا، واتخذ الناس جهالهم فقهاء، وسفهاءهم عقلاء، كم ترون من عراة حفاة مشاة يتطاولون في البنيان؟ هل من علامة من علامات الساعة لم توجد في هذا الزمان؟ انتظروا خروج الإمام المهدي إمام آخر الزمان، وتيقظوا من نوم الغفلة والكسلان، وارفعوا أكف السؤال إلى حضرة المتعال.
وقولوا من صميم الجنان: اللهم يا عالم ما في سرنا ونجوانا نحن غرقى في بحار العصيان، نسألك الفضل والجود والغفران فحقق رجاءنا وأعطنا ما سألنا، فأن تطردنا فمن يرحمنا لا بيع فيه ولا خلة الأقران، آمين.
والحمد لله الرب الرحيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن، فبأي ءالاء ربكما تكذبان}(1) .
الخطبة الأولى للجمعة الثالثة من شوال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي الكبير الأعلى {الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي أخرج المرعى}(2)، وبسط بساط الأرض، وجعله مسكنا ومدفنا للذكر والأنثى، وجعل سقفه السماوات العلى، أشهد أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ولو كان لفسدت السماوات والإرض السفلى، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله، سيد أرباب التقى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم صلاة تنجينا مما نخشى.
أما بعد:
Sayfa 150