Hayatımdan Görünümler: Yarı Otobiyografik Bir Anlatı
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
Türler
أرسلت كتابي إلى كل الصحف وإلى كل النقاد، سواء من عرفتهم أو لم أعرفهم، فلم تظهر عنه كلمة واحدة تشعرني أني كتبت شيئا حتى كان يوم ذهبت فيه كعادتي إلى توفيق بك الحكيم في بترو بالإسكندرية وقصة تعرف توفيق بك علي نشرتها في كتابي «ذكريات لا مذكرات»، ولا أرى داعيا لإعادة نشرها.
وجدته يجلس وحده في بترو، فقد كان الوقت مبكرا، ولم يكن رفاق الندوة قد تقاطروا عليه بعد، فما إن جلست حتى بادرني توفيق بك: مبروك يا سيدي. - علام؟ - قرروا كتابك ابن عمار على السنة الإعدادية.
فرحة غامرة انسكبت في نفسي دفعة واحدة وصحت: صحيح؟
قال وهو يعطيني جريدة الأخبار: خذ اقرأ.
وقرأت الخبر وصمت توفيق بك قليلا ثم قال بعد أن مصمص شفتيه: شوف ولاد ... يأخذون كتابك ويتركون كتابي.
وتلقيت الكلمة بدهشة كبيرة وأين أنا من توفيق الحكيم حتى يقارن نفسه بي.
هذه الفرحة الغامرة نادرا ما شعرت بمثلها في حياتي كلها، فأنا في سني التي أنا عليها الآن أصبحت أكاد أفقد الشعور بالفرح، وإن شعرت به يتمشى في أوصالي فمشية واهنة الخطو هينة الشأن.
وحين عدت إلى القاهرة من المصيف وجدت في انتظاري خطابا من دار المعارف ومعه شيك قيمته خمسون جنيها، والخطاب يخبرني أن هذا المبلغ هدية لي من الدار لتقرير كتابي على الإعدادية وليس حقا لي.
وكان تقرير الكتاب إشارة لي أنني أسير على الطريق، وأنني أستطيع أن أكتب الرواية، وكانت فكرة روايتي «هارب من الأيام» قد بدأت تراودني فبدأت أكتبها على وجل وبعد تقرير ابن عمار على الإعدادية، لم يكن من العسير أن أجد ناشرا فقد طمع الناشرون أن يقرر كتابي على المدارس فيربحوا هم الربح الوفير.
وجدت ناشرا لروايتي وظهرت «هارب من الأيام» في عام 1957م على ما أذكر، وكانت جائزة الدولة التشجيعية قد أنشئت في هذا العام، فعزمت أن أتقدم بروايتي لهذه الجائزة، ولكني كنت حذرا غاية الحذر، فرأيت أن أنتظر إلى اللحظة الأخيرة من التقديم لأعرف جميع المتقدمين معي، ووجدت بينهم أسماء على قدر من الشهرة ووجدت بينهم من يكبرني في السن بمدى طويل، ولكنني تجرأت وقدمت روايتي، وفوجئت في يوم بالتليفون يرن في بيتي وأحد أعضاء اللجنة التي تنظر في الأعمال يهنئني بفوزي بالجائزة، وكانت فرحة غامرة لا شك، وعرفت بعد ذلك أن الذي هنأني بنيل الجائزة هو الوحيد الذي يكان يعارض منحها لي في اللجنة، وحين سئل عن سبب رفضه قال في بساطة إن الرواية لم تعجبه، ولكن اللجنة أصرت أن يبدي سببا معقولا لهذا الرفض، فلم يجد العضو بدا من الموافقة على منحي الجائزة، وهكذا نلتها بالإجماع.
Bilinmeyen sayfa