Hayatımdan Görünümler: Yarı Otobiyografik Bir Anlatı
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
Türler
قال لهما النحاس باشا: الانتخابات حرة، ولكم أن تقولوا ما تشاءون، على ألا تذكروا شيئا عن حادث 4 فبراير، ولا تهاجموا الإنجليز نظرا للظروف التي نمر بها، ولا تذكروا شيئا عن زوجتي، ولكم أن تقولوا بعد ذلك ما تريدون.
ودهش أبي ولم يتكلم، وتكلم أحمد باشا عبد الغفار قائلا في غضب: وماذا بقي أن نقوله ضد المرشح الآخر؟ أنقول له أبويا أحسن من أبوك؟ أم نقول له وشي أحلى من وشك؟
ولم يرد النحاس، وخرج أبي وأحمد باشا دون أن يتفقا مع النحاس، وعرفت بعد ذلك أن النحاس باشا حين روى هذه الواقعة للهيئة الوفدية قال: جاءني من حزب الأحرار معالي الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة والولد أحمد عبد الغفار.
مع أن أحمد باشا كان حاملا رتبة الباشوية عند هذا اللقاء.
وهكذا رفض حزب الأحرار والهيئة السعدية دخول الانتخابات، وانفرد حزب الوفد بهذه الانتخابات.
ولكن أبي كان حريصا على وجوده في مجلس النواب، وفي نفس الوقت لم يستطع أن يخوض الانتخابات العامة، وهو سكرتير حزب الأحرار الدستوريين.
وهكذا ارتأى أن يدخل أخوه عبد الله بك فكري أباظة الانتخابات، وكان في ذلك الحين سكرتير عام وزارة التجارة، ومرشحا أن يكون وكيل وزارة، وكان الدستور يقضي أنه إذا أصبح موظف عضوا بمجلس نيابي فله مهلة ثلاثة أشهر يختار في أثنائها بين البقاء في الوظيفة وترك المجلس، أو البقاء في المجلس وترك الوظيفة.
وبعد انقضاء المدة استقال عمي عبد الله من المجلس، وتقدم أبي للترشيح بالدائرة التي خلت، ورشح الوفد ضده أحد المحامين واسمه عبد العظيم الهادي رسلان، وكانت انتخابات مريرة غاية المرارة جيش الوفد لها كل جيوشه من شرطة إلى قوات مسلحة إلى تزوير علني لا يتوارى ولا يخجل، وفي هذه الانتخابات كسرت ذراع فكري أباظة باشا في بلدة قريبة من الغار بلد المرشح اسمها كفر عوض الله حجازي، وكان من فجور الوفد أنه في توزيع الناخبين كان يجعل البلاد المؤيدة لأبي تدلى بأصواتها في بلاد بعيدة عنها كل البعد، بينما يحرص على أن يجعل الناخبين المؤيدين لمرشحه يدلون بأصواتهم في بلاد قريبة غاية القرب منهم، فلا يتكلفون إلا مشية هينة، أما الناخبون المؤيدون لأبي فقد كان عليهم أن يركبوا السيارات أو يتعذر عليهم الإدلاء بأصواتهم.
أما معركة كفر عوض الله التي كسرت فيها ذراع عمي فكري فقد تجمع فيها بعض أنصار المرشح الوفدي، وبأيديهم العصي الغليظة، وأرادوا أن يمنعوا ممثلي أبي من الاقتراب إلى لجنة الانتخاب، فاعتدوا عليهم بالضرب دون أن يراعوا أي معنى للخلق أو قيم الوافدين عليهم.
وتمت الانتخابات، وكان فوز أبي واضحا، وتجمعت صناديق الانتخاب بنقطة شرطة ببلدة بردين، وهي البلدة التي سميت الدائرة كلها باسمها، وحرص شباب الأسرة أن يبيت فوق الصناديق يتزعمهم عمي عبد الله، وقد هيأ له مأمور دائرة الأمير طاهر باشا الذي يملك أبعادية في بردين مكانا مناسبا يبيت فيه، بينما لازم شباب الأسرة الصناديق، وحاولت الشرطة وقوات من الجيش أن يخرجوهم من النقطة، فكشفوا عن أسلحة مرخصة يحملونها.
Bilinmeyen sayfa