حتى أقبلت سفن البنادقة على الاتجار بمنتجاتها وتوزيعها في العالم المسيحي وعلى الصليبيين.
111
وقد بدأت بشائر العصر الفاطمي تظهر في صناعة المنسوجات الإسلامية في أواخر القرن الرابع الهجري (العاشر)؛ فأخذ الميل يزداد إلى الرقة في الزخارف والإبداع في تنسيقها، ووصل الفنانون الفاطميون إلى حد الإتقان في جمال الزخرفة، وكذلك سارت الألوان تزداد تدريجيا في الهدوء والتناسق والائتلاف، أما الكتابة فكانت تشبه أولا طراز الخليفة المطيع لله، ثم تطورت تدريجيا حتى أصبح فيها كثير من الرشاقة، كما كبر حجم الحروف أحيانا، وسارت سيقانها تتصل ببعضها، وينتهي كثير منها في أعلاه بزخارف صغيرة على شكل وريقات شجر تقليدية.
ولعل أكثر الأنواع المعروفة من المنسوجات في العصر الفاطمي هي الأنواع الآتية:
الأول:
وهو أقدمها، وقوام زخارفه أشرطة من الكتابة، توازيها أشرطة أخرى بها جامات سداسية أو بيضية الشكل أو معينات قد تتداخل في بعضها، وفيها رسم حيوان أو طائر أو رسم حيوانين أو طائرين متقابلين أو يولي أحدهما الآخر ظهره. وقد كانت هذه الأشرطة في البداية ضيقة وقليل عددها؛ ولكنها منذ القرن الرابع الهجري (العاشر) أخذت في الاتساع، وأخذ عددها في الازدياد.
الثاني:
عظم الشغف به في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر) وألوانه غير زاهية، ويسود فيه لون ذهبي، وتزينه أشرطة وجامات متداخلة، قد يكثر عددها وفيها أيضا رسوم وحيوانات أو طيور تقليدية أو أشكال آدمية.
112
وتكاد الأقمشة التي نسجت في هذا القرن تكون أبدع ما أنتجته المصانع المصرية في حكم الدولة الفاطمية؛ ولا غرو فهو العصر الذهبي في تاريخ هذه الدولة.
Bilinmeyen sayfa