يظهر على الجدار الخلفي للمعبد بطليموس الخامس عشر وهو يقدم مبخرة إلى الآلهة. تظهر هويته كحاكم لمصر العليا والسفلى من خلال التاجين الموجودين على قرني كبش ورأسي كوبرا. يسمى غطاء الرأس الموجود تحت التاج «التاج الأزرق» ويرتبط بالحرب. هذا الاختيار مثير للاهتمام ويظهر في مواضع أخرى على أنه أحد التيجان المعتادة التي يرتديها هذا الحاكم الصغير؛ تزخرف تنورته القصيرة، التي يرتديها مع تنورة احتفالية أطول منها، بمشهد للضرب. شاع استخدام هذه الصور على بوابات المعابد المحاطة ببرجين (انظر شكل
3-9 )، وتصور الملك وهو يهاجم الأسرى الأجانب. الخراطيش الموجودة فوق المشهد فارغة. هذا ويظهر بطليموس الخامس عشر على الجدار الجنوبي في دندرة على أنه ملك مصر؛ فيقف في مكان السيطرة أمام والدته، ويحميه صقر أيضا، تعبيرا عن حورس، يطير فوق رأسه. كتب اسمه، بطليموس قيصر، على الخراطيش المصاحبة لصورته. وتظهر كليوباترا بصفتها شخصية ملكية تشارك في طابور تقديم القرابين؛ فتمسك بالصلاصل (آلة موسيقية) في إحدى يديها وبعقد الإلهة حتحور في يدها الأخرى (بينجن 2007: 73). ترتدي كذلك التاج الذي يرتبط بالغالبية العظمى من ملكات البطالمة والذي يتكون من قرص الشمس وقرني البقرة مع ريشتين فوق حلقة من رءوس الكوبرا كقاعدة للتاج. ترتدي على جبهتها رأس كوبرا معلق على إكليل وينسدل شعرها المستعار وراء كتفيها على ظهرها. يشار إليها على أنها «سيدة الدولتين»، وهو لقب يتكرر في جميع زخارف المعبد أينما تظهر. تظهر الخراطيش الموجودة في الأماكن الأخرى فارغة في معظم الأحيان. وتقف بين هذين الحاكمين روح بطليموس الخامس عشر (كا).
تظهر الصورة نفسها على اليمين. وتقف بين كليوباترا وابنها شخصية أصغر حجما تمسك مفتاح الحياة وعصا؛ تظهر لنا علامة كا في صورة اليدين المرفوعتين أنه روح بطليموس قيصر (كا). يقف أمام هذين الحاكمين الإلهين إحي ووالدته حتحور ويحاكيان وقفة كليوباترا وابنها. وكما أشار راي (2003: 9)، كانت حتحور النظير الإلهي المثالي لكليوباترا؛ لأن رفيقها، حورس، الذي يظهر على النقش البارز خلف حتحور وابن كليوباترا، لم يعش داخل المعبد نفسه وإنما كان يبعد عنه بعديد من الأميال في إدفو. قال راي إن كليوباترا كانت تنجذب بطبيعتها إلى مثل هذا التشبيه الإلهي (2003: 9-11). أما الشخصيات الأخرى فهي من ثالوث إيزيس وأوزوريس وحورس ويقفون جميعا في صف أمام الحاكمين. وعلى اليسار يقف الحاكمان أمام الآلهة التي تتمثل في إيزيس وابنها حورس وأوزوريس (راي 2003: 10).
ساد أسلوبان للزخرفة في معبد دندرة (بيانشي 2003: 14-15). الأسلوب الذي يعرف باسم الأسلوب الاحتفالي ويتمثل في المشهد الضخم المنقوش على الحائط الخلفي للمعبد. ونجد في هذا المشهد اهتماما بالتفاصيل لا نجده في داخل المعبد (بيانشي 2003: 14). أما الأسلوب الثاني فيوجد داخل المعبد ويفتقر إلى التفاصيل، كما نرى في الخراطيش الكثيرة الفارغة وأيضا في أسلوب النحت. وتكون عادة أبعاد ملامح جسم الشخصيات الموجودة على الجدران وفي السراديب الداخلية، مثل الذراعين واليدين، غير صحيحة (انظر بيانشي 2003: الصورة 1ب). كذلك يوجد اهتمام أقل بملء المساحات الموجودة حول الشخصيات أو ربما، على وجه التحديد، في حالة نحت الشخصيات بعد الانتهاء من النص (بيانشي 2003: 15)، يصبح نحت الزخارف التصويرية موحدا بدلا من كونه وصفيا.
يتضح من استعراض للزخارف البارزة داخل المعبد أن جميع الخراطيش البطلمية تقريبا فارغة. تسود صورة الملك الوحيد وأحيانا تنضم إليه مرافقة. ولا يظهر اسم هذه المرافقة أيضا، لكن يشار إليها بلقب «حاكمة وسيدة الدولتين». عادة ما توجد خرطوشة واحدة فارغة، لكن أحيانا توجد خرطوشتان. ونادرا ما تظهر هذه المرافقة وحدها ودائما ما يكون موضعا ثانويا فتسمح لشريكها في الحكم بالوقوف مباشرة أمام الآلهة. عادة ما تسمك برمز مفتاح الحياة في إحدى يديها وترفع يدها الأخرى للدعاء. وفي بعض الأحيان تقدم القرابين. نشرت كوفيل هذه الزخارف البارزة والنقوش المرتبطة بها (1998، 1999، 2000أ، 2000ب، 2001، و2004أ، و2004ب). فيما يلي سنشير إلى صور لكليوباترا السابعة من داخل المعبد. وأزعم أن صور السيدة الملكية التي لم يذكر اسمها والتي ترافق الملك، الذي يقف أمامها في جميع مشاهد تقديم القرابين، هي صور لكليوباترا السابعة وابنها بطليموس الخامس عشر. تظهر هذه الصور داخل المعبد الرئيسي، على الجدران الداخلية والخارجية للمقصورات. كان من الممكن تنفيذ هذه المرحلة من الزخارف تحديدا تنفيذا جيدا ضمن برنامج العمل؛ فقد زينت السراديب، ضمن المرحلة الأولى، بصور لكليوباترا السابعة (بيانشي 2003). لم يعش بطليموس الثاني عشر إلا ثلاث سنوات أخرى بعدما أهدى هذا الجزء إلى معبد دندرة، ويبدو أن ابنته استكملت المشروع. عقب وفاة كليوباترا سارع أغسطس في ترك بصمته في ذلك المكان. ولحسن حظنا كباحثين نكتب عن المعابد التي أهدتها كليوباترا؛ فقد ترك عمال الإمبراطور أعمالها داخل المعبد وخارجه.
في الحجرة د، في الجدار الغربي، الشريط السفلي (كوفيل 2000: المجلد الأول، الصورة 14، والمجلد الثاني، الصورة 15 لأعلى و27)، تظهر كليوباترا خلف شريكها وهو يرتدي تاج مصر العليا والسفلى ويقدم عقدا إلى حتحور. تقف كليوباترا رافعة إحدى ذراعيها للدعاء والأخرى بجوارها وتمسك بمفتاح الحياة. ترتدي كليوباترا تاجا من النوع المعتاد الذي ترتديه ملكات البطالمة، تماما مثل صورتها على الجدار الخلفي للمعبد، ويتكون التاج من قرص الشمس وقرني بقرة وريشتين. توجد خرطوشة واحدة فارغة عليها لقب «حاكمة، سيدة الدولتين» فوق صورتها، وتوجد عند الحاكم خرطوشتان فارغتان. في الزاوية الجنوبية للغرفة ه تظهر كليوباترا مرة أخرى (كوفيل 2000: المجلد الأول، 62، والمجلد الثاني الصورة 40 السفلى) بالشكل نفسه وبالألقاب نفسها. في الشريط السفلي الموجود على الجدار الشرقي تمسك الملكة بطاولة قرابين تقليدا لشريكها في الحكم (كوفيل 2000: المجلد الثاني، الصورة 45)، وتظهر في الشريط السفلي على الجدار الشمالي مع لقب «سيدة الدولتين» (كوفيل 2000: المجلد الأول، 71). وفي الجدار الغربي للحجرة فتقدم كليوباترا في الشكل السفلي إناءين من الخمر (كوفيل 2000: المجلد الثاني، الصورة 97).
على الأعمدة الخارجية للحائط الجنوبي للجزء الخارجي من المعبد (كوفيل 1998: الصورة 7) تظهر كليوباترا مع شريكها في الحكم، وفي المواضع الأخرى يظهر الحاكم وحده. ترتدي الملكة تاجها وزيها المعتاد كما وضحنا وترفع إحدى يديها للدعاء وتمسك بالأخرى مفتاح الحياة. توضح التفاصيل (كوفيل 1998: الصورة
xlix
و
lvii
Bilinmeyen sayfa