80

Nefsin Tehlikeleri

خطرات نفس

Türler

لو علم الإنسان حق العلم أن في قوة الإيمان بالأزل وقوانينه ما قد يخفف شدة شقائه، ووطأة ضرائه، لما تردد في أن يأخذ طريق الفلاسفة الرواقيين، فآمن بما تنزل به إليه سنن الكون بأرضه وسمائه وقبل الأمور بالرضا. •••

روي أن النبي العربي سأل طائفة من أصحابه ما أنتم؟ قالوا: مؤمنون. فقال: ما آية إيمانكم؟ فقالوا : نصبر على البلاء، ونشكر عند الرخاء، ونرضى بمواضع القضاء. فقال النبي: مؤمنون ورب الكعبة.

وروى الغزالي فيما روى أن عابدا عبد الله دهرا، فأرى في المنام أن فلانة الراعية تكون رفيقة له في الجنة، فسأل عنها العابد إلى أن وجدها، ثم استضافها لينظر إلى عملها الذي تستحق عليه نصيبها من الجنة والخلود، لكن العابد كان في دهشة من أمرها عندما كان يبيت قائما وتبيت نائمة، ويظل صائما وتظل مفطرة، فقال لها العابد: أما لك عمل غير ما رأيت؟ فقالت الراعية: ليس لي والله إلا ما رأيت. فألح العابد عليها في أن تتذكر ما لها من سجايا وخصال، فقالت المرأة: لي خصيلة واحدة، هي أني إن كنت في شدة لم أتمن أن أكون في رخاء، وإن كنت في مرض لم أتمن أن أكون في صحة، وإن كنت في شمس لم أتمن أن أكون في الظل، فوضع العابد يده على رأسه عندئذ وقال: هذه والله خصلة يعجز عنها أكبر العباد. •••

وصفوة القول أنه إذا كان من حق الإنسان أن يضجر بما هو واقع، ويعبس ويثور مما يؤلمه من الحياة ويؤذيه، وإذا كان من حقه كذلك أن يكون طموحا إلى ما ينبغي أن يكون، غير قنوع بما هو كائن، فإن من واجبه أيضا أن يبتسم للعيش، ويعرف البشر والرضا، في حوادث الدنيا وأمور القضاء.

عام 27

القاهرة في أول يناير سنة 1927 ... وأنت يا عام تقبل على الدنيا، ثم تنطوي عنها. وقد انطوت من قبلك أعوام، وتقدمت من قبلك أيام! فماذا تراك شاهدا من الوجود؟

شيء يحول، وشيء يزول.

زهر يتفتق، وأمل يتحقق.

عين تفيض، وأخرى تغيض.

طير يغرد ويحن، وطير ينوح ويئن.

Bilinmeyen sayfa