وَجهك نورا فَأَرَدْت أَن يكون فِي وأبى الله إِلَّا أَن يصيره حَيْثُ أحب ثمَّ قَالَت فَاطِمَة
(إِنِّي رَأَيْت مخيلة لمعت ... فتلألأت بِخَاتم الْقطر)
(ظلما بهَا نور يضيء لَهُ ... مَا حوله كإضاءة الْبَدْر)
(ورجوته فخرا أَبُوء بِهِ ... مَا كل قَادِح زنده يوري)
(لله مَا زهرية سلبت ... ثوبيك مَا استلبت وَمَا تَدْرِي)
وَقَالَت أَيْضا
(بني هَاشم قد غادرت من أخيكم ... أمينة إِذْ للباه يعتلجان)
(كَمَا غادر الْمِصْبَاح بعد خبوه ... فتائل قدميثت لَهُ بدهان)
(وَمَا كل مَا يحوي الْفَتى من تلاده ... بحزم وَلَا مَا فَاتَهُ لتواني)
(فاجمل إِذا طالبت أمرا فَإِنَّهُ ... سيكفيكه جدان يصطرعان)
(سيكفيكه إِمَّا يَد مقفلة ... وَإِمَّا يَد مبسوطة ببنان)
(وَلما قَضَت مِنْهُ أمينة مَا قَضَت ... نبا بَصرِي عَنهُ وكل لساني)
وَأخرجه ابْن سعد عَن هِشَام بن الْكَلْبِيّ عَن أبي الْفَيَّاض الْخَثْعَمِي معضلا وَفِيه أَنه لما رَجَعَ إِلَيْهَا قَالَ هَل لَك فِيمَا قلت قَالَت قد كَانَ ذَاك مرّة فاليوم لَا فَذَهَبت مثلا وَفِي آخِره وَبلغ شُبَّان قُرَيْش مَا عرضت على عبد الله فَذكرُوا لَهَا ذَلِك فَقَالَت الأبيات وَفِيه بعد قَوْله اقام عِنْدهَا ثَلَاثًا وَكَانَت تِلْكَ السّنة عِنْدهم إِذا دخل الرجل على امْرَأَته فِي أَهلهَا
وَقَالَ ابْن سعد انا وهب بن جرير بن حَازِم ثَنَا أبي سَمِعت ابا يزِيد الْمدنِي قَالَ نبئت ان عبد الله أَتَى على إمرأة من خثعم فرأت بَين عَيْنَيْهِ نورا ساطعا إِلَى السَّمَاء فَقَالَت هَل لَك فِي قَالَ نعم حَتَّى ارمي الْجَمْرَة فَانْطَلق فَرمى الْجَمْرَة ثمَّ أَتَى امْرَأَته آمِنَة ثمَّ ذكر الخثعمية فَأَتَاهَا فَقَالَت هَل أتيت امْرَأَة بعدِي قَالَ نعم امْرَأَتي آمِنَة قَالَت فَلَا حَاجَة لي فِيك إِنَّك مَرَرْت وَبَين عَيْنَيْك نور سَاطِع إِلَى السَّمَاء فَلَمَّا وَقعت عَلَيْهَا ذهب فَأَخْبرهَا انها قد حملت بِخَير أهل الأَرْض أخرجه ابْن عَسَاكِر
1 / 70