فاختلط ذهبه وفضته ونحاسه وحديده وفخاره حَتَّى تخيل إِلَيْك انه لَو اجْتمع جَمِيع الانس وَالْجِنّ على ان يميزوا بعضه من بعض لم يقدروا على ذَلِك وَلَو هبت ريح لأذرته وَنظرت إِلَى الْحجر الَّذِي قذف بِهِ يَرْبُو ويعظم وينتشر حَتَّى مَلأ الأَرْض كلهَا فصرت لَا ترى إِلَّا السَّمَاء اَوْ الْحجر قَالَ بخت نصر صدقت هَذِه الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتهَا فَمَا تَأْوِيلهَا قَالَ اما الصَّنَم فأمم مُخْتَلفَة فِي اول الزَّمَان وَفِي أوسطه وَفِي آخِره واما الْحجر الَّذِي قذفه بِهِ الصَّنَم فدين الله يقذف بِهِ الْأُمَم فِي آخر الزَّمَان لِيظْهرهُ الله عَلَيْهَا فيبعث الله نَبيا أُمِّيا من الْعَرَب فيدوخ الله بِهِ الْأُمَم والأديان كَمَا رَأَيْت الْحجر دوخ أَصْنَاف الصَّنَم وَيظْهر على الْأَدْيَان والأمم كَمَا رَأَيْت الْحجر ظهر على الأَرْض
وَأخرج ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق عَن عِيسَى بن دَاب قَالَ قَالَ ابو بكر الصّديق كنت جَالِسا بِفنَاء الْكَعْبَة وَزيد بن عَمْرو بن نفَيْل قَاعد فَمر بِهِ أُميَّة بن أبي الصَّلْت فَقَالَ أما إِن هَذَا النَّبِي الَّذِي ينْتَظر منا أَو مِنْكُم أَو من أهل فلسطين قَالَ فقصصت عَلَيْهِ الحَدِيث فَقَالَ نعم يَا ابْن اخي اُخْبُرْنَا أهل الْكتاب وَالْعُلَمَاء ان هَذَا النَّبِي الَّذِي ينْتَظر من أَوسط الْعَرَب نسبا ولي علم بِالنّسَبِ وقومك اوسط الْعَرَب نسبا قلت يَا عَم وَمَا يَقُول النَّبِي قَالَ يَقُول مَا قيل لَهُ إِلَّا أَنه لَا يظلم وَلَا يظالم قَالَ فَلَمَّا بعث رَسُول الله ﷺ آمَنت وصدقت
وَأخرج الطَّيَالِسِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل ان زيد بن عَمْرو بن نفَيْل وورقة بن نَوْفَل خرجا يلتمسان الدّين حَتَّى انتهيا إِلَى رَاهِب بالموصل فَقَالَ لزيد من أَيْن أَقبلت قَالَ من بنية ابراهيم ﵇ قَالَ وَمَا تلتمس قَالَ ألتمس الدّين قَالَ ارْجع فَإِنَّهُ يُوشك ان يظْهر الَّذِي تطلب فِي أَرْضك
وَأخرج ابو يعلى وَالْبَغوِيّ فِي مُعْجَمه وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من طَرِيق أُسَامَة بن زيد عَن زيد بن حَارِثَة ان النَّبِي ﷺ لَقِي زيد ابْن عَمْرو بن نفَيْل فَقَالَ لَهُ النَّبِي ﷺ يَا عَم مَا لي أرى قَوْمك قد شنفوك قَالَ
1 / 42