لا ينظر الناس إلى المبتلى
وإنما الناس مع العافية
فقطب أحمد تألما وهتف به: أترغب أن تقتلني غما وكمدا!
فقال بأسف صادق: معاذ الله، أنت أحب إلي من الشفاء!
وعاد أحمد إلى حجرته وهو يقول لنفسه محزونا: «رباه .. كيف جفته وقد راح ضحية لها؟!»
44
والحقيقة أن كمال خليل أخذ يساوره الشك فيما قالوا عن مرض الشاب، وما لبث أن أفضى بشكه إلى امرأته، ولكي يقطع الشك باليقين زار صديقا في بنك مصر وسأله عن حقيقة مرض رشدي، فأطلعه الرجل على الحقيقة، وحزن كمال خليل حزنا بالغا، لأنه أحب رشدي حبا صادقا، ووجد فيه خير زوج يمكن أن يرجوه لابنته، وهوى الخبر على الست توحيدة كالصاعقة، وخيب أملها في سعادة نوال، وخلا الرجل بزوجه وقال لها متجهما: ماذا ترين؟
فلاذت المرأة بالصمت إشفاقا من الجهر بالحق المؤلم، فقال كمال أفندي: لا أظن رشدي بناج من مرضه الخطير!
فقالت المرأة بامتعاض: ربنا يلطف به! - وحتى لو كتب الله له النجاة فلن يصلح للحياة الزوجية. - فماذا ترى أنت؟ - أرى طبعا أن أصون صحة ابنتي، فهي شباب غض، ودخولها حجرته كما حدث مرات استهتار شديد الخطورة سيئ العاقبة، فينبغي أن تعرف الحقيقة حتى لا تعيش على الأوهام أو تتعرض لعدوى مرض خبيث ندرت النجاة منه.
فقالت المرأة بلهجة دلت على الأسف والاستسلام: الأمر لله!
Bilinmeyen sayfa