وراح يحلق ذقنه، ويقول وكأنه يخاطب صورته في المرآة: عرفتك مطلقة ذليلة، بعد أن جربت شهامة الأفندية، أعطيتك الحب وجعلتك نجمة في هذا البيت، وعشقك أحسن ناس في البلد، وماذا كان الجزاء؟ .. هربت، أجل هربت لكي تقتلي في الصحراء، فإلى الجحيم.
وحوالي التاسعة مساء، جاء الرجال وجلسوا حول مائدة القمار، ودارت عنايات وبهيجة بالويسكي والمزات، وعلموا بالخبر، فقال فهمي رمضان: قد تجر إلى التحقيق يا حسونة.
فقال باستهانة: لكنني لم أرها منذ عام. - ولو!
وقال سعيد الإمام بحذر: من الحكمة أن نمتنع عن الحضور، حتى يقبضوا على القاتل.
فصاح حسونة بقلق: لا شأن لي بالجريمة.
فقال حسني الديناري: اذهب إلى البوليس، وأدل بمعلوماتك.
فتساءل الرجل بذهول: أتريدني على أن أعترف بأنها كانت تعمل هنا؟
فقاطعه: كلا .. قل فقط إنها كانت صديقتك، واختفت منذ عام. - وإذا سئلت عن عملي .. أو بطاقة الشخصية .. أو تحروا عن مسكني؟! - في السكوت خطر أفدح.
فلوح بيده بغضب وسخط، وهتف: كان ضروريا أن تقتل لتربك حياتي!
فقال الرجل في غيظ: ياما نصحتك! .. ولكنك كنت وحشا في معاملتها! كنت وحشا رغم تفانيها في حبك. •••
Bilinmeyen sayfa