نقول أن له علما هو غيره به علم وقد قال الله تعالى أنزله بعلمه أي أنزله هو والعالم به وكذلك جميع صفاته تعالى الله عن صفات خلقه.
النهج الثاني
في الولاية(1) والبراءة(2)
الولاية والبراءة فريضتان من فرايض الله تعالى كغيرهما من سائر
العبادات المفترضات لقوله تعالى { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر
يوادون من حاد الله ورسوله } (3) وقال الله تعالى { ولو كانوا يؤمنون
__________
(1) 1- الولاية : من الموالاة مشتق من الولاء وهو الدنو والتقرب، والولاية ضد
العداوة، والولي عكس العدو، والمؤمنون أولياء الرحمن، والكافرون أولياء
الشيطان، كقرب الفريق الأول من الله بطاعته وعبادته، وقرب الفريق الثاني
من الشيطان بطاعة أمره وبعدهم عن الله بعصيانه ومخالفته. الدليل على الولاية
قال تعالى : { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل
الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض } الأنفال27. وقال
تعالى : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون
عن المنكر... } التوبة 71 .
هذه صفات الولاية والموالاة. أنظر أحكام الردة والمرتدين للمحقق
ص 201 - 502.
(2) 2- البراءة : تقول : برئت من الشيء أبرأ براءة فأنا منه برئ، إذا أزلته عن نفسك،
وقطعت سبب ما بينك وبينه. فالبراءة المقاطعة فالمسلم ولي المسلم ولا يجوز أن
يوالي غير المسلم. قال تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون
من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو
عشيرتهم ... } المجادلة 23. وقال تعالى : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا
أنفسهم فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون } هود
آية 113 ، وفي القرآن الكريم سورة كاملة اسمها سورة براءة توضح مفهوم
البراءة. والله أعلم.
(3) 1- سورة المجادلة آية 32 .
Sayfa 29