202

Gizli Alay

الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة

Araştırmacı

إحسان عباس

Yayıncı

دار الثقافة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٩٦٣

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

وبارق جود أومض به الجود الهاطل، ما شئت من خلق تدل على الكمال مخايله، ومجد كرمت أواخره وأويله، وأدب تجلت عذاراه وعقايله، فإذا تناول الرقاع ووشاها، وغشى الطروس من حلل بيانه ما غشاها، ود صفح البدر أن يكون لها قرطاسًا، ونجم النوء إن يكون على درها غطاسًا؛ نشأ بالصون مكلوفًا، وعن الدناءات أنوفا، فلما فاز فرنده بصقاله، وزها روض حسنه بأفعاله، بادر عزمه بحل عقاله، وسعد سعادة تشبه الصخر عند انتقاله، فكان بالدولة المرينية جملة الكمال، ومظنة الآمال، إلى أن استأثر بدرته النفيسة البحر، فتعطل النحر، وكان له أدب يستعير منه العرف النسيم، ويحسد حسنه الصبح الوسيم؛ فمن ذلك قوله في الأغراض السلطانية: منحت اللهى وحميت الذمارا ... فرقت ثناء ورعت اقتدار وعمرت وقتيك نسكا وملكًا ... فتعبد ليلًا وتهدي نهارا ولم تلو حزمًا على لذة ... لأنك لم تلف فيها افتخارا ولم تتهيب صعاب المرامي ... ولم تخش من هولها حين ثارا أطعت الإله فلا شيء إلا ... أطاعك دأبًا وأبدى ابتدار وأيدك (١) السعد يا حبذا ... فما إن تبارى وما إن تجارى ولا نفس إلا بحبك دانت ... ولا قلب إلا لخوفك طارا فلله منك حمى أو حمام ... إذا ما أغار ومهما أجارا مليك إذا ما دجا ليل ظلم ... أرانا من العدل فيه نهارا (٦٩ب) ومنها بعد كثير:

(١) وقعت كلمة: والحزم بعد لفظة السعد في النسخ ووضعت عليها علامة حذف في ك.

1 / 208