161

Sınırları Kırmak

كسر الحدود

Türler

إن كاتب المقال يحمل لقب «دكتور» ومع ذلك وقع تحت تأثير الانبهار بما نشرته مجلة «النيوزويك» عن تقرير التنمية في بلادنا، وكتب يقول: «إن معوقات التنمية في بلادنا ليست نقص الموارد والثروات (عدد العرب 280 مليون نسمة لكن مجموع الدخل القومي 531 مليار دولار فقط) - أقل من دخل إسبانيا - ومعدل النمو سنويا أقل من نصف في المائة، لكن معوقات التنمية هي النقص في الحرية والمعرفة، ونقص مشاركة الطاقات النسائية في العمل ... والحرية والديمقراطية غائبتان ... والتعليم ما زال يقوم على التقليد ... ولا زال يزيد مستخدم الإنترنت على واحد ونصف الواحد في المائة، ولا يزيد عدد مقتني الكمبيوتر على واحد في المائة ... إلخ.» هذا جزء من مقال الدكتور المصري.

جريدة «الأهرام» لم تنشر مقالي الذي خالفت فيه هذا الكاتب رأيه، ورأي آخرين ممن يقودون الرأي العام في بلادنا، والذين يتصورون أن الخطأ في التنمية يرجع إلينا «نحن» أو «القصور الذاتي»، بالطبع أنا مع النقد الذاتي؛ لأن القصور الذاتي موجود فعلا، سواء في الحكومات العربية المستبدة أو في الشعوب العربية التي تعودت الخضوع والخوف والتردد وعدم الثقة بالنفس ... وكم دخل السجون في بلادنا من المفكرين والباحثين من مختلف التيارات.

لا يمكن لأحد أن ينكر أن الحرية والديمقراطية غائبتان في بلادنا العربية، لكن السؤال هو: من يساند هذه الحكومات العربية المستبدة بشعوبها؟

أليست هي الحكومة الأمريكية التي تشجع هذه الحكومات المحلية على الاستبداد، وتغض الطرف وتغمض عينها عن هذا لأن هذه الحكومة تابعة لها أو مطيعة لأوامرها الاقتصادية والإعلامية والعسكرية والسياسية وغيرها؟!

وهل يكن لأي تقرير علمي عن التنمية من جميع جوانبها أن يفصل بين القوى الخارجية والقوى الداخلية، التي تبطش بالشعوب «نساء ورجالا وشبابا وأطفالا»، والتي تتعاون معا تحت اسم «التعاون الدولي» أو تحت أسماء أخرى منها محاربة الإرهاب الشيوعي، أو محاربة الإرهاب الإسلامي، أو محاربة الإرهاب الفلسطيني، أو العراقي، أو الأفغاني ... أو في كوريا الشمالية أو في الصين أو غيرها؟! (3) تشجيع الإرهاب

وحين جاءتني مندوبة مجلة «النيوزويك» إلى منزلي، يوم 5 يوليو 2002، شرحت لها وجهة نظري بدقة، وكان معها جهاز تسجيل، واستغرق الحوار ساعة تقريبا، طلبت منها ألا تحذف شيئا، وخاصة الجزء الذي أربط فيه بين تزايد الفقر في بلادنا وفشل مشاريع التنمية، وبين الاستعمار الأمريكي الرأسمالي الجديد، والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وأرض فلسطين، وبين غياب الحريات واستبداد الحكومات العربية الخاضعة للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية، وأن هذه السياسة الأمريكية بالتعاون مع الحكومات العربية؛ ومنها حكومة «السادات» في مصر قد شجعت التيارات الدينية المسماة بالتيارات الأصولية، وهي التي مولتها بالأموال والسلاح، ودربتها على القتل والإرهاب تحت اسم محاربة الإرهاب الشيوعي في أفغانستان، وفي بلادنا أيضا.

إلا أنني دهشت حين قرأت مجلة «النيوزويك» في عددها 16 يوليو 2002، أدهشني هذا البتر لما قلته للسيدة الصحفية، ربما قام بالبتر المسئولون الكبار في المجلة، وهي محررة شابة مندوبة عن هذه المجلة في القاهرة. (4) كيف تجاهلت «النيوزويك» جوهر الموضوع؟

كنت أدرك تماما بحكم خبرتي مع الإعلام الأمريكي والأوروبي أن «النيوزويك» لن تنشر عن موضوع التنمية في بلادنا العربية إلا ما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية؛ ولهذا أكدت على المحررة أن تستخدم جهاز التسجيل، وأن تنشر جوهر ما أقول فيما يخص التنمية في بلادنا، وهو «الربط» بين القوى الخارجية والداخلية، بين الحكومات العربية المحلية وبين الاستعمار الأمريكي الجديد ودولة إسرائيل، وتطرقت أيضا لقضايا النساء العربيات، وأثر العولمة عليهن، ومشكلة «تأنيث الفقر»، وتقديم المرأة «كبش فداء» للتيارات الأصولية الدينية، ليس في أفغانستان وفي بلادنا العربية وحدها؛ بل في الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، تقدم النساء الأمريكيات «كباش» فداء لليمين الأمريكي، وجورج بوش والتيارات المسيحية الأصولية التي يمولها ويشجعها.

المشاكل ... صناعة عربية!

أدركت المحررة تماما ما أقول ووافقتني، إلا أن ما نشر في «النيوزويك» كان مبتورا وجاء كالآتي: «يؤكد تقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية في العالم العربي أن احتلال إسرائيل غير المشروع للأراضي العربية هو من أكثر العقبات استشراء أمام الأمن والتقدم في المنطقة، بل إن بعض المنشقين في المنطقة كانوا تواقين لاستخدام ذلك كأسهل تفسير لما يمر به العرب من حال اليوم، نوال السعداوي؛ وهي كاتبة مصرية بارزة تدافع عن حقوق المرأة، وتعرضت مرارا لتهديد الأصوليين، تضع قدرا مساويا من اللوم على واشنطن وإسرائيل، كما على إخفاق حكومتها في تفسير المعضلة التي تعاني منها مصر اليوم»، وتقول: «إن الحكومة تشعر بالعجز، فحين تصبح الدولة ضعيفة مقعدة، فإنها تصبح أكثر سلطوية، وتنزع إلى السيطرة بصورة أكبر على الناس»، وتواصل «النيوزويك» كلامها: «ولكن النبرة العامة للتقرير تشير إلى أن المشكلات هي من صنع يد العرب أنفسهم .»

Bilinmeyen sayfa