Kaç Yaşında Öfke?: Hikil ve Arap Zihninin Krizi
كم عمر الغضب؟: هيكل وأزمة العقل العربي
Türler
ذلك الجو الذي يسمح للحاكم أن يختار خليفته بأكثر الطرق عشوائية، وكأنه يغير لونا لملابسه ويستبدل به لونا آخر، دون أن يستشير أحدا، أو يحتكم إلى شعب، أو حتى أن يسأل صديقا مقربا ...
ذلك الجو الذي يتم فيه للحاكم اختيار خليفته وهو على علم تام بسجله الطويل غير المشرف، بعد أن تجمعت النذر التي توحي إلى الحاكم بأن نهايته يمكن أن تحين ...
ذلك الجو الذي يكون فيه معيار اختيار حاكم المستقبل هو أن «عليه الدور» وأنه مطيع، مريح، لا يجادل ولا يناقش، أي بالاختصار، بحث الحاكم الموجود عن راحته هو، بدلا من تفكيره فيما يمكن أن يحدث لأمته في مستقبلها المحفوف بالأخطار، لو تولى أمورها خلف من هذا النوع ...
ذلك الجو الذي يختار فيه الحاكم خليفته ثم «ينسى»، ويمتد به النسيان شهرا وراء الآخر، في أحرج فترات التاريخ، حتى يموت ناسيا ...
وأخيرا، ذلك الجو الذي يسمح لكاتب بأن يروي لنا هذا كله دون أن تطرف له عين، ودون أن يرى فيه أي خطأ، بل يحكي قصة التلاعب بمصير أمة وكأنها حكاية مسلية، ويجد مع ذلك من يدافع عنه، ويصفق له، ويعامله كما لو كان شهيدا للحرية والديمقراطية.
إنها قصة حزينة، وأشد جوانبها مدعاة للحزن هو أن كل الأطراف فيها مدانون، وكلهم يسهمون في تلك الجريمة الكبرى التي لم ترتكب النظم اللاديمقراطية ما هو أفظع منها، جريمة هدم العقول.
الفصل السابع
مع السادات على جناح واحد
الانطباع الذي يقدمه إلينا هيكل عن علاقته بالسادات هو أنه كان شديد القرب منه في السنوات الأولى من حكمه، ثم اختلف معه بعد عام 1974م، في الوسائل أولا، وبعد ذلك في الغايات والأهداف العامة، وهو لا يدع لنا أي مجال للشك في التوحد بينه وبين السادات خلال تلك السنوات الأولى، «كنت شديد التعاطف مع السادات كإنسان ...» «في السنوات الأربع الأولى كنت أقرب إليه من أي إنسان آخر ...» «كانت هناك فترة في علاقاتنا توحدت فيها مقاصدنا ... فكلانا كان يطلب سلاما قائما على العدل في الشرق الأوسط، وكلانا كان يريد أن يرى مصر حرة ومزدهرة، والعالم العربي موحدا قويا.» «أعتقد أنني لعبت دورا مؤثرا ... في المداولات والمشاورات السياسية التي أدت إلى اختيار السادات رئيسا للجمهورية بعد رحيل جمال عبد الناصر.»
هذه الاعترافات ليست في الواقع مقصودة لذاتها، بل إن الهدف منها هو أن يرد هيكل، في الصفحات الأولى من كتابه، على ذلك الاعتراض الذي يمكن أن يوجهه أكثر الناس سذاجة إلى هيكل حين يقرأ ما كتبه عن السادات في «خريف الغضب»: كيف تهاجم السادات إلى هذا الحد مع أنك كنت من أقوى دعائم حكمه؟ وهكذا قرر هيكل، بذكاء شديد، أن ينزع مخالب القارئ المعترض منذ البداية، ويقول له في الصفحات الأولى: نعم، لقد كنت قريبا جدا منه، ولكن طريقينا قد افترقا فيما بعد لأسباب متعلقة بالمبادئ السياسية.
Bilinmeyen sayfa