Felsefi Kökler Yapısalcılık
الجذور الفلسفية للبنائية
Türler
Sebag » في دفاع آخر عن البنائية ضد تهمة إنكار الإنسان، إلى نتيجة مماثلة، ولكن من زاوية أخرى. فهو يعترف بأن البناءات، التي هي ذات تركيب رياضي ومنطقي، يمكن أن تفهم على أنها مستقلة عن إنتاج الإنسان لها، ومن ثم فلا يمكن تفسير مصدرها إلا عن طريق الاعتراف بوجودها «قبليا»، على نحو لا يخفف من غموض المشكلة الأصلية في شيء، أو عن طريق افتراض لاهوتي، هو وجود إله يجعل تركيب الأشياء ذاتها قابلا للحساب الرياضي
Dieu calculateur ،
4
وهو فرض يعبر عن العجز عن حل المشكلة. على أن «سيباج» يرد على هذا النقد معترفا بأن كل ما ينتمي إلى مجال الإنسان لا بد أن يكون من صنع الإنسان، ومن ثم فلا يصح أن نتصور البنائية على أنها نظرية تجعل أصل الأنساق التي تفسر بها الظواهر الإنسانية خارجا عن نطاق الإنسان. فمسألة ارتباط اللغة والأسطورة والدين والمجتمع بالإنسان ونشاطه العقلي هي مسألة لا جدال فيها. ولكن من الواجب أن نفرق بين مقاصدنا أو نوايانا الخاصة حين نستخدم اللغة أو الأسطورة مثلا، وبين ذلك النسق الذي ينبغي أن نراعيه كلما نطقنا كلاما لغويا أو عرضنا موضوعا أسطوريا. فلكي يكون كلامي مفهوما ينبغي أن ألتزم قواعد معينة، وحتى لو كنت من أنصار التجديد في اللغة؛ فلا بد أن أخضع في هذا التجديد لمبادئ معينة في النسق اللغوي ذاته. ومعنى ذلك أن العلاقة بين الناتج وعملية الإنتاج تصبح في هذه الحالة معكوسة؛ إذ إن الناتج (هو النسق اللغوي) هو الذي يتحكم في عملية الإنتاج (أي التجديد اللغوي واستخدام اللغة بوجه عام) لا العكس. وهذا هو المعنى الذي يمكن أن يقال به إن البناء يؤدي عمله على نحو مستقل عن الإنسان.
5
أما القول بوجود بناءات خارجة عن أفعال الأفراد والجماعات الإنسانية التي تتعلق بها هذه البناءات، فإنه يعبر عن فهم مثالي مشوه للبنائية؛ إذ إنه يؤدي إلى تجاهل العناصر والمعلومات التي لا غناء لنا عنها في ذلك الجهد النظري الذي نبذله من أجل استخلاص البناء.
6
أي إن البناء، في رأي سيباج، مستقل «فكريا» عن الإنسان، ولكنه «واقعيا» يظل مرتبطا به ومعتمدا عليه.
ويقف «فرانسوا شاتليه
François Châtelet » موقفا مماثلا في دفاعه عن البنائية ضد تهمة التشكيك في مفهوم الإنسان، والقضاء على الحرية الإنسانية التي يقال إنها تضيع عندما يصبح «النسق» مسيطرا على جميع مجالات الواقع، دون أن يترك أي مجال للمبادرة الإنسانية. ففي رأي «شاتليه» أن المسألة ليست عدوانا على حرية الإنسان، أو تشكيكا في مفهوم الإنسان، بل هي أولا وأخيرا سعي إلى «العلمية» في ميدان دراسة الإنسان. وكل سعي إلى إخضاع الظواهر الإنسانية للعلم كان يتهم في وقت ما، بأنه يقضي على حرية الإنسان، ثم يتبين فيما بعد أنه يدعم هذه الحرية؛ إذ يساعد على مزيد من الفهم للإنسان. وكل ما تسعى البنائية إلى القضاء عليه، في رأي شاتليه، هو تلك الطريقة غير العلمية في بحث الإنسان، التي غلبت عليها النزعة البلاغية والإنشائية، والتي كانت سائدة في البحوث الإنسانية قبل ظهور البنائية. والواقع أنه ليس هناك ما يمنع من أن تكتسب العلوم الاجتماعية طابعا موضوعيا مماثلا لذلك الذي نجده في العلوم الطبيعية، وإن كان نوعه مختلفا. فالمجتمعات البشرية ليست أعقد من أن تدرس موضوعيا، وهي لا تعرف ذلك الخضوع المزعوم لنزوات الحرية العشوائية وتلقائيتها.
Bilinmeyen sayfa