إذا كنت في القدس الشريف تشوقت ... إلى مكة نفسي بحج وعمرة ولو كنت فيها قالت طيبة ... ... أعيش بها في ظل دوح النبوة
ولو كنت فيها زاد للأهل شوقها ... فمن لي بأهلي والبلاد الشريفة
... وقال آخر:
تطالبني نفسي مقاما بطيبة ... ... فأذكر ضعفي أهلها فأقصر
حياء من التقصير في حق بعضهم ... وإرضاء كل منهم متعذر
ويغلبني شوقي إليها فأنثني ... ... أقدم رجلي تارة وأؤخر
... وأنشد لنفسه القاضي تاج الدين السبكي:
إذا كنت جار المصطفى ونزيله ... فيقبح بي شوقي لأهلي وأوطاني
أأرحل عن دار بها الخير كله ... وفيها هوى القاضي وأمنية الداني
حلفت يمينا أنها خير منزل ... لأكرم نزال وأشرف جيران
ولست بناس أهل ودي وإنما ... إذا فزت بالباقي فما لي والفاني
فيا رب بلغ من أحب رسولها ... ليزداد إيمانا كما زاد إيماني
... وأنشد لنفسه ابن جابر الأندلسي:
هناؤكم يا أهل طيبة قد حقا ... فبالقرب من خير الورى حزتم السبقا
فلا يتحرك ساكن منكم إلى ... سواها وإن جار الزمان وإن شقا
فكم ملك رام الوصول لمثل ما ... وصلتم فلم يقدر ولو ملك الخلقا
فبشراكم نلتم عناية ربكم ... فيها أنتم في بحر نعمته غرقى
ترون رسول الله في كل ساعة ... ومن يره فهو السعيد به حقا
متى جئتم لا يغلق الباب دونكم ... وباب ذوي الإحسان لا يقبل الغلقا
فيسمع شكواكم ويكشف ضركم ... ولا يمنع الإحسان حر ولا رقا
بطيبة مثواكم وأكرم مرسل ... يلحظكم فالدهر يجري لكم وفقا
وكم نعمة لله فيها عليكم فشكرا ... وفضل الله بالشكر يستبقى
أمنتم من الدجال فيها فحولكم ... ملائكة يحمون من دونها الطرقا
كذاك من الطاعون أنتم بمأمن ... فوجه الليالي لا يزال طلقا
فلا تنظروا إلا وجه حبيبكم ... وإن جاءت الدنيا ومرت فلا فرقا
حياة وموت تحت رحماه أنتم ... وحشرا فستر الجاه فوقكم ملقى
فيا راحلا عنها لدنيا يريدها ... أتطلب ما يفنى وتترك ما يبقى
Sayfa 83