إذا نحن شئنا لا يدبر وملكنا ... سوانا لم نحتج مشيرا يدبر
فقل للذي قد رام ما لا نريده ... وأتعب نفسا بالذي يتعذر
لعمرك ما التصريف إلا لواحد ... لو شاء لم يظهر بمكة منكر
وفي كتاب ((المقاصد الحسنة)) للحافظ السخاوي: ((سفهاء مكة حشو الجنة)) حديث تنازع فيه عالمان في الحرم، فأصبح الطاعن فيه، وقد اعوج أنفه، ورأى قائلا يقول له: سفهاء مكة من أهل الجنة! ثلاثا، فاعترف بالكلام فيما لا يعنيه.
ويقال: إنه محرر إسماعيل بن أبي الصيف اليمني، وإنه كان يقول: إن ثبت فإنما هو أسفاء مكة يتصحف على الراوي، ومعناه: المحزونون على تقصيرهم. انتهى بمعناه، والكلام في مثل ذلك كثير.
من ص 130-141
... أفضلية المدينة على مكة:
... وفي ((الجامع الصغير)): المدينة خير من مكة، وفي ((المواهب)) بسنده: المدينة أفضل من مكة، وعن مالك - رحمه الله تعالى-: ما على وجه الأرض قوم خير من أهل المدينة، وإذا كانت المدينة الشريفة بهذا المكان من الفضيلة والشرف، فلا غرو أن يطيب بها ممن حلها من أهل الحضرة الشريفة للحلول بها، والتشرف بتربها، فكيف بأشرافها وأبنائها الذين هم غراسها. ولله در القائل:
كفى شرفا طيبة أني مضاف إليكم ... وإني بكم أدعى وأرعى وأعرف
إذا بملوك الأرض قوم تشرفوا ... ... فلي نسبة منكم من الطيب أعرف
... وقال آخر:
إذا لم نطب في طيبة عند طيب ... ... به طيبة طابت فأنى تطيب؟!
وإن لم يجب في حيها ربنا الدعاء ... ففي أي حي للدعاء يجيب؟!
... ومن محاسن المدينة: أنها عون لغريبها حتى على أهلها، وفيه سر الإيثار، وأنه لا يرد إليها أحد من الآفاق ويتأملها إلا ويختارها حتى على وطنه، بل وينشد بلسان الحال في هذا المجال:
رأيت بها ما يملأ العين قرة ... ويسلي عن الأوطان كل غريب
... رأيت مكتوبا على أسطوانة من المسجد الأقصى سنة اثنتين وأربعين وألف:
Sayfa 82