إن حمامنا الذي نحن فيه ... ... أي مالها وأية نار
قد نزلنا بها على ابن معين ... وروينا عنه صحيح البخاري
وأنشدني لنفسه ابن رشيق:
ولم أدخل الحمام بعد فراقهم ... لأجل النعيم قد رضيت ببوس
ولكن لتجري عبرتي مطمئنة ... فأبكي ولا يدري بذلك جليسي
وأنشد في تعجل الخروج:
خذ من الحمام واخرج ... قبل أن يأخذ منكا
حدثن عنه وإلا ... حدث الحمام عنكا
يروى عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه قال: إذا دخلت الحمام فقل عند نزع الثياب: (اللهم انزع عني ربطة النفاق، وثبتني على الإيمان) وإذا دخلت البيت الأول فقل: (اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي) وإذا دخلت الثاني فقل: (اللهم أذهب عني الرجس، وطهر جسدي، وقلبي، ثم ضع الماء الحار على هامتك، ورجليك، وخذ جرعة أن أمكنك فإنه ينقي المثانة، ولا تشرب الماء البارد، ولا الفقاع، فإنه يفسد المعدة، ولا تغسل بالماء البارد، لكن صبه على قدميك إذا خرجت، فإنه يذهب بالشقيقة، ولا تدخله على الريق، ولا تستلق فيه، فإنه يذيب شحم الكلى، وتعمم عند خروجك شتاء وصيفا.
وعنه - رضي الله عنه-: (يوم الحمام يوم الأربعاء).
وعن علي - كرم الله وجهه، ورضي الله عنه-: يوم الحمام الخميس، ويوم الجمعة يوم طيب.
لطيفة:
خرج الحسن بن علي - رضي الله عنهما - من الحمام، فقال له رجل: طاب استحمامك، فقال له: يا لكع! وما تصنع بالاست هاهنا؟ قال: فطاب حمامك، قال: إذا طاب الحمام فما راحة البدن؟ قال: فطاب حميمك. قال: ويحك! أما علمت أن الحميم: الغرق. قال: فكيف أقول؟ قال: قل: طاب ما طهر منك، وطهر ما طاب منك. وعن الصادق: إذا قيل لك طاب حمامك، فقل: أنعم الله بالك. كذا في ((مكارم الأخلاق)).
ومن محاسن المدينة: لا يتمرد فيها أحد، ويتجاوز الحد إلا عجل الله تعالى الانتقام منه، وأخذ من حيث يشعر، ومن حيث لا يشعر.
وكان يقال: إن من أسماء المدينة: الفاضحة، وذلك لأنه لا يكون بها شيء إلا وتتحدث به الألسن.
Sayfa 80