Güzel Cevherler: Kur'an Tefsiri
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Türler
وقوله تعالى: { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتب من قبلكم وإيكم... } الآية: لفظ عام لكل من أوتي كتابا، فإن وصيته سبحانه لعباده لم تزل منذ أوجدهم.
* ت *: قال الأستاذ أبو بكر الطرطوشي في «سراج الملوك»: ولما ضرب ابن ملجم عليا (رضي الله عنه)، أدخل منزله، فاعترته غشية، ثم أفاق، فدعا أولاده؛ الحسن، والحسين، ومحمدا، فقال: أوصيكم بتقوى الله في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، والعدل على الصديق والعدو، والعمل في النشاط والكسل، والرضا عن الله في الشدة والرخاء؛ يا بني، ما شر بعده الجنة بشر، ولا خير بعده النار بخير، وكل نعيم دون الجنة حقير، وكل بلاء دون النار عافية، من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره، ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته، ومن سل سيف بغي قتل به، ومن حفر لأخيه بئرا وقع فيها، ومن هتك حجاب أخيه، كشف الله عورات بنيه، ومن نسي خطيئته، استعظم خطيئة غيره، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن أعجب برأيه ضل. ومن جالس العلماء وقر، ومن خالط الأنذال احتقر، ومن دخل مداخل السوء اتهم، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار، يا بني، الأدب خير ميراث، وحسن الخلق خير قرين، يا بني، العافية عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت إلا عن ذكر الله، وواحد في ترك مجالسة السفهاء، يا بني، زينة الفقر الصبر، وزينة الغنى الشكر، يا بني، لا شرف أعز من الإسلام، ولا كرم أعز من التقوى، يا بني، الحرص مفتاح البغي، ومطية النصب، طوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه، وحبه وبغضه، وأخذه وتركه، وكلامه وصمته، وقوله وفعله. انتهى.
والوكيل: القائم بالأمور، المنفذ فيها ما رآه، وقوله: { أيها الناس }: مخاطبة للحاضرين من العرب، وتوقيف للسامعين؛ لتحضر أذهانهم، وقوله: { بآخرين } يريد من نوعكم، وتحتمل الآية أن تكون وعيدا لجميع بني آدم، ويكون الآخرون من غير نوعهم؛ كالملائكة، وقول الطبري: «هذا الوعيد والتوبيخ للشافعين والمخاصمين في قصة بني أبيرق» بعيد، واللفظ إنما يظهر حسن رصفه بعمومه وانسحابه على العالم جملة، أو العالم الحاضر.
[4.134-135]
وقوله تعالى: { من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والأخرة... } الآية: أي: من كان لا مراد له إلا في ثواب الدنيا، ولا يعتقد أن ثم سواه، فليس كما ظن، بل عند الله سبحانه ثواب الدارين، فمن قصد الآخرة، أعطاه الله من ثواب الدنيا، وأعطاه قصده، ومن قصد الدنيا فقط، أعطاه من الدنيا ما قدر له، وكان له في الآخرة العذاب، والله تعالى سميع للأقوال، بصير بالأعمال والنيات، وفي الحديث الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:
" إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى... "
الحديث، قال النووي: بلغنا عن ابن عباس؛ أنه قال: «إنما يحفظ الرجل على قدر نيته»، وقال غيره: إنما يعطى الناس على قدر نياتهم. انتهى.
ثم خاطب سبحانه المؤمنين بقوله: { كونوا قومين بالقسط } ، وهو العدل، ومعنى { شهداء لله } ، أي: لذاته، ولوجهه، ولمرضاته سبحانه، وقوله: { ولو على أنفسكم }: متعلق ب { شهداء } ، هذا هو الظاهر الذي فسر عليه الناس، وأن هذه الشهادة المذكورة هي في الحقوق، ويحتمل أن يكون المعنى: شهداء لله بالوحدانية، ويتعلق قوله: { ولو على أنفسكم } ، ب { قومين بالقسط } ، والتأويل الأول أبين، وشهادة المرء على نفسه هو إقراره بالحقائق.
قال * ص *: وقوله تعالى: { إن يكن غنيا أو فقيرا }: ضمير «يكن» عائد إلى المشهود عليه، والضمير في «بهما» عائد على جنسي الغني والفقير. انتهى.
قال * ع *: وقوله: { أولى بهما }: أي: هو أنظر لهما، وروى الطبري؛ أن هذه الآية هي بسبب نازلة بني أبيرق، وقيام من قام فيها بغير القسط.
Bilinmeyen sayfa