İslam'ın Duygusal Yönü
الجانب العاطفي من الإسلام
Türler
وروى سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: " دعا رجل من الأنصار من أهل قبلة النبى صلى الله عليه وسلم فانطلقنا معه. فلما طعم وغسل يديه قال: الحمد لله الذى يطعم ولا يطعم، من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا. الحمد لله غير مودع ربى ولا مكافأ ولا مكفور، ولا مستغنى عنه. الحمد لله الذى أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العرى وهدى من الضلال، وبصر من العمى، وفضل على كثير من خلقه تفضيلا، الحمد لله رب العالمين ". وفى مسند الحسن بن الصلاح من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنعم الله على عبد نعمة فى أهل، ولا مال، أو ولد، فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيه آفة دون الموت ". ويذكر عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل عليها فرأى كسرة ملقاة فمسحها، وقال: يا عائشة: " أحسنى جوار نعم الله فإنها قلما نفرت عن أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم" ذكره ابن أبى الدنيا. وقال الإمام أحمد: حدثنا بن القاسم حدثنا صالح عن أبى عمران الجونى عن أبى الخلد، قال: قرأت فى مسألة داود أنه قال: " يا رب كيف لى أن أشكر وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمك. قال فأتاه الوحى يا داود أليس تعلم أن الذى بك من النعم منى؟. قال بلى يا رب، قال فإنى أرضى بذلك منك شكرا ". وقال عبد الله بن أحمد: حدثنا أبو موسى الأنصارى حدثنا أبو الوليد عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان من دعاء داود: سبحان مستخرج الشكر بالعطاء ومستخرج الدعاء بالبلاء. وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية حدثنى الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث قال: أوحى الله إلى داود (أحبنى وأحب عبادتى وحببنى إلى عبادى. قال: يا رب هذا حبك وحب عبادتك فكيف أحببك إلى عبادك؟ قال: تذكرنى عندهم فإنهم لا يذكرون منى إلا الحسن). فجل جلال ربنا وتبارك اسمه وتعالى جده وتقدست أسماؤه وجل ثناؤه ولا إله غيره.. ومن دقيق نعم الله على العبد التى لا يكاد يفطن لها أنه يغلق عليه بابا فيرسل الله إليه من يطرق عليه الباب يسأله شيئا من القوت ليعرفه نعمته عليه. وقال سلام بن أبى مطيع دخلت على مريض أعوده فإذا هو يئن فقلت له: أذكرى المطروحين على الطريق، أذكرى الذين لا مأوى لهم ولا لهم من يخدمهم. 190 قال: ثم دخلت عليه بعد ذلك فسمعته يقول لنفسه: أذكرى المطروحين فى الطريق، اذكرى من لا مأوى له ولا له من يخدمه. وقال عبد الله بن أبى نوح: قال لى رجل على بعض السواحل: كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب؟. قلت: ما أحصى ذلك كثرة. قال: فهل قصدت إليه فى أمر كربك فخذلك؟. قلت: لا والله، ولكنه أحسن إلى وأعاننى. قال: فهل سألته شيئا فلم يعطكه؟. قلت: وهل منعنى شيئا سألته، ما سألته شيئا قط إلا أعطانى ولا استعنت به إلا أعاننى. قال: أرأيت لو أن بعض بنى آدم فعل بك بعض هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك؟ قلت: ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء. قال: فربك أحق وأحرى أن تدأب نفسك له فى أداء شكره وهو المحسن قديما وحديثا إليك، والله لشكره أيسر من مكافأة عباده، إنه تبارك وتعالى رضى من العباد بالحمد شكرا. وقال سفيان الثورى: ما كان الله لينعم على عبد فى الدنيا فيفضحه فى الآخرة، ويحق على المنعم أن يتم النعمة على من أنعم عليه. وقال ابن أبى الحوارى: قلت لأبى معاوية: ما أعظم النعمة علينا فى التوحيد نسأل الله أن لا يسلبنا إياه، قال: يحق على المنعم أن يتم النعمة على من أنعم عليه، والله اكرم من أني ينعم بنعمة إلا أتمها، ويستعمل بعمل إلا قبله. هناك ناس لهم طباع غبية كنود، تسدى إليهم الجميل بعد الجميل؟ فكأنما ترقم على ماء لا يبقى فى نفوسهم أثر منه، ولا اعتراف به. وكثير ممن نلقى على هذا الغرار الردئ يجىء أحدهم بطلبه فتحس أنه محرج، وأنه محتبس فى دائرة هذه الحاجة التى يفتقدها. فإذا قضيتها له ولى مدبرا ولم يعقب! فإذا احتاج مرة أخرى أتى واللهفة بادية فى سؤاله وحالته حتى إذا تم له ما يريد انصرف على عجل أو بعد كلمات ميتة لا تترجم عن قلب حاضر، ولا فؤاد واع. 191 هؤلاء الناس يظنون أن الحياة مكلفة بتيسير مطالبهم، فحسبهم أن يمدوا أيديهم لتعود بما يبتغون، كما تمد الدواب أفواهها إلى الكلأ وورق الشجر لتطعم منه متى شاءت دون إحساس بفضل من غرس وصنيع من منح!. كذلك هم حذوك النعل بالنعل يحتاجون فيجدون فيولون!! فماذا منعتهم شيئا مما يريدون ارتفعت صيحاتهم بالسخط والسباب والاستنكار. لماذا؟ إنه صراخ الحيوان المحروم. فهلا إذا تألمتم من الحرمان أبديتم الرضا والشكر لدى العطاء. كثير من الناس يعاملون الله بهذا الأسلوب السافل، يسألونه فيجيبهم فإذا رجع أحدهم بيده حافلة مر كأن لم يدع ربه إلى ضر مسه، مر دون شكر ودون حياء. فإذا احتاج وما أسرع الاحتياج عاد بذات الشعور وذات الكنود، فلماذا يتألم إذا لدغته آلام الحرمان والطرد؟. إن المنع أيسر ما يقابل به الشخص الجاحد فهو لا يذوق طعم العطاء، ولا يقدر صاحبه. ونحن جماهير البشر نصبح ونمسى نخوض فى نعم الله خوضا، فلماذا لا نوقظ أفكارنا الغافية إلى معرفة تلك المنن؟ ولماذا لا نوقظ ضمائرنا لشكر مرسلها؟. تلفت يوما إلى ما مضى من حياتى فرأيت صيبا من الخيرات قد غفرنى ظاهره وباطنه ومتونه وحواشيه، وأحسست أن ما يضايقنى أحيانا كان علاجا حكيما لعلل نفسية لو بقيت معى لكبت بى ونالت منى!. وساءلت نفسى. كيف شكرها على هذا الخير الغدق؟ فكان الجواب: لقد شكرت النعماء يوم قدمت، فلما استقرت بدأ الشعور الحار يبرد والاعتراف بالجميل يخف ! كذلك يفعل الناس، وتلك عادتهم مع المنعم الأعلى، فهل هذه سبيل الاستزادة من خيره وبره؟؟. وتذكرت كلمة لابن عطاء الله " كيف يخرق لك العوائد وأنت لم تخرق من نفسك العوائد "؟. إن استصحاب الشعور بالعطاء السابق هو أخصر الطرق لاستدرار العطاء اللاحق، ولابن الجوزى فى هذا خاطر لطيف. قال رضى الله عنه: 192 " بلغنى عن بعض الكرماء أن رجلا سأله فقال: أنا الذى أحسنت إلى يوم كذا وكذا، فقال: مرحبا بمن يتوسل إلينا بنا، ثم قضى حاجته...! فأخذت من ذلك إشارة فناجيت بها ربى فقلت: أنت الذى هديته من زمن الطفولة، وحفظته من الضلال!، وعصمته من كثير من الذنوب. وألهمته طلب العلم لا بفهم لشرف العلم لموضع الصغر ولا بحب والده لموت الوالد. ورزقته فهما لتفقهه وتصنيفه، وهيأت له أسباب جمعه. وقمت برزقه من غير تعب منه، ولا ذل للخلق بالسؤال، وحاميت عنه الأعداء، فلم يقصده جبار إلا انهزم، وجمعت له ما لم تجمع لأكثر الخلق من فنون العلم التى لا تكاد تجتمع فى شخص، وأضفت إليها تعلق القلب بمعرفتك ومحبتك وحسن العبارة ولطفها فى الدلالة عليك. ووضعت له فى القلوب القبول، حتى إن الخلق يقبلون عليه ويقبلون ما يقوله، ولا يشكون فيه، ويشتاقون إلى كلامه، ولا يدركهم الملل منه، وصنته بالعزلة عن مخالطة من لا يصلح، وآنسته فى خلوته بالعلم تارة وبمناجاتك أخرى. وإن ذهبت أعد لم أقدر على إحصاء عشير العشر (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) . فيا محسنا إلى قبل أن أطلب، لا تخيب أملى فيك وأنا أطلب. فبإنعامك المتقدم أتوسل إليك ". ويقول ابن الجوزى رضى الله عنه: " نازعتنى نفسى إلى أمر مكروه فى الشرع، وجعلت تنصب لى التأويلات وتدفع الكراهة، وكانت تأويلاتها فاسدة، والحجة ظاهرة على الكراهة. فلجأت إلى الله تعالى فى دفع ذلك عن قلبى، وأقبلت على القراءة، وكان درسى قد بلغ سورة يوسف فافتتحتها، وذلك الخاطر قد شغل قلبى حتى لا أدرى ما أقرأ، فلما بلغت إلى قوله تعالى: (قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي) ، انتبهت لها وكأنى خوطبت بها. فأفقت من تلك السكرة، فقلت يا نفس أفهمت؟. هذا حر بيع ظلما فراعى حق من أحسن إليه، وسماه مالكا، وإن لم يكن له 193 عليه ملك، فقال: إنه ربى. ثم زاد فى بيان موجب كف كفه عما يؤذيه فقال: أحسن مثواى. فكيف بك وأنت عبد على الحقيقة لمولى ما زال يحسن إليك من ساعة وجودك وهداك أقوم طريق، ونجاك من كل كيد...؟. وضم إلى حسن الصورة الظاهرة جودة الذهن الباطن؟. وسهل لك مدارك العلوم حتى نلت فى قصير الزمان ما لم ينله غيرك فى طويله. وجلى فى عرصه لسانك عرائس العلوم فى حلل الفصاحة بعد أن ستر عن الخلق مقابحك، فتلقوها منك بحسن الظن. وساق رزقك بلا كلفة تكلف، ولا كدر من، رغدا غير نزر. والله ما أدرى أى نعمة عليك أشرح لك، حسن الصورة وصحة الآلات؟ أم سلامة المزاج واعتدال التركيب؟ أم لطف الطبع الخالى عن خساسة؟ أم إلهام الرشاد منذ الصغر؟ أم الحفظ بحسن الوقاية عن الفواحش والزلل؟ أم استحباب طريق النقل واتباع الأثر من غير جمود على تقليد لمعظم ولا انخراط فى سلك مبتدع؟. (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) . كم كائد نصب لك المكايد فوقاك؟. كم عدو حط منك بالذم فرقاك؟. كم أعطش من شراب الأمانى خلقا وسقاك؟. كم أمات من لم يبلغ بعض مرادك وأبقاك؟. فأنت يا نفس تصبحين وتمسين سليمة البدن؟ محروسة الدين، فى تزيد من العلم وبلوغ الأمل. فإن منعك مراد فرزقت الصبر عنه بعد أن تبين لك وجه الحكمة فى المنع فسلمى حتى يقع اليقين بأن المنع أصلح. ولو ذهبت أعد من هذه النعم ما سنح ذكره امتلات الطروس ولم تنقطع الكتابة. وأنت تعلمين أن ما لم أذكره أكثر؟ وأن ما أومأت إلى ذكره ليم يشرح... فكيف يحسن بك التعرض لما يكرهه بعد ذلك كله؟ (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون).
الخوف:
Sayfa 183