İslam'ın Duygusal Yönü
الجانب العاطفي من الإسلام
Türler
تأمل ما رواه معقل بن يسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث قدسى يقول الله: "يا ابن آدم تفرغ لعبادتى أملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقا، يا ابن آدم لا تباعد منى أملأ قلبك فقرا، وأملأ يديك شغلا ". وهذا الحديث ليس دعوة للعطل، وكل دعوة للعطل فهى منقوضة من أساسها، إنما هو دعوة لتغليب الله على هموم الرزق ومتاعب العيش. والكد فى الدنيا للاستعفاف والغنى من حقائق العبادة، ومن معانى الجهاد. 168
ولكن الملحوظ أن مطالب الدنيا قد تكتسح أحيانا الواجبات المفروضة، وتصرف الناس عن الله والصلاة له، والمآل إليه وذاك ما يعالجه الدين بشتى الأساليب. ومن ترهيب الناس عن هذه الحال ما رواه زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له.ومن كانت الآخرة نيته جمع الله عليه أمره، وجعل غناه فى قلبه وأتته الدنيا وهى راغمة " . وفى رواية " إنه من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه، ويشتت عليه ضيعته ولا يأته منها إلا ما كتب له. ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه فى قلبه ويكفيه ضيعته وأتته الدنيا وهى راغمة " . والموضوع يحتاج إلى زيادة إيضاح، وفى القرآن الكريم ما يجمع أطراف الحقيقة بإيجاز وحسم. قال تعالى فى طلاب الدنيا الذين كرسوا أوقاتهم ونشاطهم لها دون سواها: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) . هذا الفريق من الناس لا يصدق بيوم آخر، ولا يستعد له بشىء، فطبيعى ألا يكون له فيه نصيب، إنه لم يزرع له عودا واحدا، فمن أين يأتى الجنى؟. أما عمله فى الدنيا الذى توفر عليه وتفرغ له فهو محسوب له كله، لا ينقص ذرة من الجزاء المرصد له، ولابد أن يقتطف ثمرته دون بخس أو جور.
Sayfa 155