الفصل السابع والثلاثون
إعلم أيها الأخ أيدلك الله وايانا بروح منه، أن النفس الجزئية المجسدة لما كانت ثلاثة أنواع ، كان منها النفس الشهوانية النباتية ، وعشقها يكون للمأكولات والمشروبات والمناکحات والنفس الغضبية الحيوانية وعشقها يكون نحو القهر والغلبة وحب الرئاسة ، والنفس الناطقة وتعشقها يكون نحو المعارف واكتساب الفضائل ، ومثل هذه القوى الثلاث مع النفس الجزئية كمثل شجرة لها ثلاثة فروع تميل اليها . واعلم أن من قام في العالم بأمر الله عز وجل ونهيه ، و مراده ، و نهيه في عباده ، وبلغهم رسالاته وصدق عنه في مقالاته ، فهو وجهه ، ولسانه ، ويده ، و جنبه في عالمه الأرضي ، وخلقه البشري ، اذا كان هو المؤيد له بذلك من قوته ومشيئته ، كما قال تعالى : ( وما رميت إذ ميت ولكن الله میه ومن كان لهذا الشخص مصدقة ، ولقوله محققة ، ولأمره متبعة ، و عن تهيه مرتفعة ، والأمره خاضعة ولديه واقفة ، كان بالقرب منه اولى ، ولوضع حكمته أهلا ، وهو لا شك يورثه مقامه من بعده ، ويكمل شريعته مجاهدة
Sayfa 180