Sahihayn'i Toplamak
جامع الصحيحين لابن الحداد
Türler
وهي الرضا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وهي غير ما ينطوي عليه العبد بقلبه من الإيمان بالله ورسوله؛ فقد يصدق الرجل بالشيء ولا يرضاه، وإنما الرضا هاهنا يوجد بطمأنينة القلب بما اعتقده، ويقينه به، وارتفاع الريب والشك عنه، فرضي الإسلام دينا، وطاب قلبه، واطمأنت نفسه، وخشعت جوارحه، ولم يرض بذلك بدلا، ولا عن الله وعن أمره حولا، حتى يرتد والعياذ بالله، قال الله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله}، فإذا فعل ذلك من الرضا آمنه الله تعالى من أن يتخالجه في الأمر ريب، قال الله تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} الآية.
والناس في يقينهم متفاوتون، وعلى قدر ما خصوا به من ذلك يعملون، ويطمئنون إلى ما وعدهم الله تعالى من رزق وغيره، ويؤثرون أعمال الآخرة على عاجل دنياهم، وقد قيل: أفضل ما ألقي في القلب اليقين، والرضا هو باب الله الأعظم، والتسليم لله درجة الصديقين، والحديث في هذا الباب قد مضى.
ومنها شعبة أخرى
وهي نور اليقين الذي يحصل من الرضا بالله عز وجل ورسوله ودين الإسلام، قال الله تعالى: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} الآية، وقال: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله}، وقال: {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا}.
86 - (م) - حدثنا جماعة؛ أحمد وعمر ابنا محمد وغيرهما، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا الحسين بن إسماعيل، قال: ثنا يوسف، قال: نا وكيع، قال: ثنا سفيان، عن آدم بن سليمان، قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث: #82# عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} دخل قلوبهم ما لم يدخلها من شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا))، فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} الآية.
Sayfa 81