عليه، لقوله (صلى الله عليه وسلم) لعائشة رضى الله عنها: «لو لا قومك حديثو عهد بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين» وفى رواية: «حديث عهدهم بكفر» (1).
نكتة: اعلم أن للمبتدأ الواقع بعد لو لا ثلاثة أحوال: مخبر عنه بكون غير مقيد، ومخبر عنه بكون مقيد لا يدرك معناه عند حذفه، ومخبر عنه بكون يدرك معناه عند حذفه.
فمن الثانى قوله (صلى الله عليه وسلم): «لو لا قومك حديثو عهد ...» الحديث. ولو لا زيد غائب لم أزرك، فالخبر فى هذا النوع واجب الثبوت بعد لولا لأنه لو اقتصر فى هذا الحديث على المبتدأ لصار المراد لو لا قومك على كل حال من أحوالهم لنقضت الكعبة، وهو خلاف المقصود، إذ من أحوالهم بعد عهدهم بالكفر فيما يستقبل، وفى هذا الحال لا مانع من نقض الكعبة وبنائها على الوجه المذكور، وقد ذكره ابن مالك فى شواهده على «صحيح البخارى» بأبسط من هذا فراجعه إن أردته.
ثم إن ابن الزبير رضى الله عنه أمر بهدم الكعبة وكان ذلك سنة أربع وستين من الهجرة فى يوم السبت النصف من جمادى الآخرة. أخرجه الأزرقى. وقيل: سنة خمس وستين (2).
فلم يجترئ على ذلك أحد، وخرج أهل مكة إلى منى وأقاموا بها ثلاثا خوفا أن ينزل عليهم عذاب بسبب ذلك. وخرج عبد الله بن عباس إلى الطائف، فلما رأى ذلك ابن الزبير علاها بنفسه وأخذ المعول وجعل يهدمها، فلما رأوا أنه لم يصبه شىء صعدوا معه وهدموا وأرقى ابن الزبير [فوقها] عبيدا من الحبشة يهدمونها، رجاء أن يكون فيهم صفة الحبشى الذى قال فيه (صلى الله عليه وسلم): «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة» (3).
لطيفة: قال بعض العلماء: إنما صغر ذو السويقتين، لأن فى سيقان الحبشة دقة وحموشة- أى بالحاء المهملة والشين المعجمة- قال فى «الصحاح»: رجل أحمش الساقين دقيقهما.
أقول: فعلى هذا يكون العطف تفسيريا. انتهى.
Sayfa 83