وعن بعض المكيين أن الحبشة جاءت إلى جدة فى سنة ثلاث وثمانين فى صدرها، فوقعوا بأهل جدة، فخرج الناس من مكة إلى جدة غزاة فى البحر، وعليهم أميرهم عبد الله محمد بن إبراهيم المخزومى. انتهى (1).
قال الفاسى (رحمه الله): عبد الله بن محمد هذا ولى مكة للرشيد العباسى، فيكون المراد سنة ثلاث وثمانين ومائة (2).
وأول من جعل جدة ساحلا لمكة عثمان بن عفان رضى الله عنه فى سنة ست وعشرين من الهجرة، وكانت الشعيبة ساحل مكة قبل ذلك (3).
وذكر ابن جبير أنه رأى بجدة أثر سور محدق وأن بها مسجدين ينسبان لعمر بن الخطاب رضى الله عنه، أحدهما: يقال له مسجد الآبنوس، وهو معروف إلى الآن، والآخر غير معروف، ولعله والله أعلم المسجد الذى تقام فيه الجمعة وهو من عمارة المظفر صاحب اليمن. انتهى (4).
ويروى أن قبر حواء بجدة، والله أعلم (5).
ولنرجع إلى المقصود: فلما انكسرت السفينة بالشعيبة وبلغ قريشا قصدوها واشتروا خشبها، وأذنوا لأهلها أن يدخلوا مكة فيبيعوا ما معهم من المتاع وأن لا يعشروهم (6) وكانوا قبل ذلك يعشرون من دخلها من تجار الروم. وكانت الروم أيضا تعشر قريشا إذا دخلوا بلادهم. وكان فى السفينة نجار بناء اسمه باقوم. وهو الذى بنى الكعبة لقريش كما روى عن سفيان بن عيينة (7).
ويروى أن قريشا لما هابوا هدمها قال الوليد: إن الله لا يهلك من يريد الصلاح فارتقى على ظهر البيت، ومعه الفأس ثم هدم، فلما رأوه سالما تابعوه (8).
Sayfa 79