127

Cami-i Kebir

الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور

Araştırmacı

مصطفى جواد

Yayıncı

مطبعة المجمع العلمي

موقوفة غير معداة إلى شيء، كثير شائع بين البلغاء، ولقد تكاثر هذا الحذف في (شاء وأراد) حتى إنهم لا يكادون يبرزون المفعول إلا في الشيء المستغرب نحو قوله تعالى: (لو أراد الله أن يتخذ ولدًا لاصطفى مما يخلق ما يشاء) الآية. وعلى هذا الأسلوب جاء قول الشاعر: ولو شئت أن أبكي دمًا لبكيته ... عليه ولكن ساحة الصبر أوسع فلو كان على حد قوله تعالى (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى) لوجب أن يقول: لو شئت لبكيت دمًا، ولكن ساحة الصبر أوسع، ولكنه ترك تلك الطريقة، وعدل عنها إلى هذه، لأنه أليق في هذا الكلام خصوصًا وسبب حسنه إنه كان بدعًا عجيبًا، أن يشاء الإنسان أن يبكي دمًا، فلما كان مفعول المشيئة أمرًا عظيمًا، وبدعًا غربيًا كان الأحسن أن يذكر ولا يضمر. فاعرف ذلك. الضرب الثالث من القسم الأول من النوع الرابع وهو حذف الفعل وجوابه فأما حذف الفعل؛ فكقوله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه) حتى (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم، فلا تطعهما. . .) ومن هذا الباب قوله تعالى: (وقضى ربك

1 / 127