وقال: قالوا: {أئذا كنا عظاما نخرة * قالوا تلك إذا كرة خاسرة * فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة}، فدل بما تلونا من كتاب ربنا، وحجة النظر في ابتداء الخلق دليل على إعادته، كما قال: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}.
مسألة: [في معرفة الله تعالى]
- وسأل فقال: إذا كان على العبد المعرفة بالله، على ما وقع عليه الدليل في الدلائل من آية واحدة، فما المعرفة به؟ وما يجب على العبد من معرفة توحيده؟
قيل له: يجب على العبد من الاعتقاد والعلم بأن الله -تبارك وتعالى- واحد، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} كما قال.
وإنه العالم الذي لا يجهل، والقادر الذي لا يعجز، وأنه الواحد القهار، وأنه الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم، الملك القدوس السلام المؤمن، المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله عما يشركون، الخالق البارئ المصور، له الأسماء الحسنى، الحي القيوم، واحد أحد، فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، كما وصف نفسه /8/ في كتابه، ووصفه أنبياؤه، ودلت عليه آثار صنعته مما ذكرته أو لم أذكره.
Sayfa 11