ولو كانا اثنين لكان لا يخلو أن يريد أحدهما أن يستسر سرا دون صاحبه فيقدر أو لا يقدر، فإن كان يقدر على ذلك، فالمستسر دونه جاهل، /7/ والجاهل ليس بإله، وإن كان لا يقدر فهو عاجز، والعاجز لا يكون إلها، فدل بذلك أن خالق الأشياء واحد، وهو الله الذي ليس كمثله شيء؛ لأن تدبير الاثنين لا يقع على نظام واحد، كما قال الله: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون}.
مسألة: [دليل إعادة الخلق]
- وسأل فقال: ما الدليل على إعادة الخلق؟
قيل له: إن الله تعالى خلقه أولا على غير مثال سبق، فإذا خلقه أولا على غير مثال سبق لم يعيه أن يعيده خلقا آخر، وقد قال الله تعالى: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم}، وقال: {وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم}، وقال: {أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون}، و{... لمبعوثون}، [وقال: {فسيقولون من يعيدنا] قل الذي فطركم أول مرة}.
فدل في القرآن في غير موضع أنه يعيدهم، وقال: {ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون}، وقال: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}.
Sayfa 10