فأما نبض أصحاب التشنج فنجد جرم العرق فيهم كأنه منضم، مجتمع من جميع نواحيه، لا على مثال العرق الذى يضغطه شىء، ولا كالعرق المقشعر، كما يعرض فى الحمى، ولاسيما فى أوائل نوائبها، ولا بمنزلة العرق الصلب الذى يعسر انبساطه لصلابته، كما يعرض عند تطاول المرض، ولا سيما إذا كان ذلك مع خطاء يخطأ على المريض، أو كان فى أحشائه آفة. لكنه يكون بمنزلة جرم عصبى أجوف، مثل مصران، أو ما أشبه ذلك، قد مدد من جانبيه، وتكون حركة العرق مختلفة، لأن العرق يزول إلى فوق، وإلى أسفل بمنزلة الوتر. فإنه ليس يحس له كما يحس العرق بانبساط، وانقباض، لكن حركته تكون بالرعدة أشبه، وكأنه يثب وثبا إلى فوق، ثم يجذب إلى أسفل دفعة. وليس يعرض ذلك فيه مرة ذا، ومرة ذا، لكنك ربما وجدته فى وقت واحد كأن جزءا منه قد ارتفع إلى فوق كأنه قد قذف به بمنزلة سهم انبعث من قوس، وجزءا آخر ينجذب إلى داخل كأن شيئا يجبره، وجزءا آخر يتحرك بسرعة، وجزءا يتحرك بإبطاء.
Sayfa 82