قالت روينا في ازدراء: «ويلفريد هنا؟ إن صحة هذا الخبر كصحة الزعم بأن فرونت دي بوف منافس له.»
نظر دي براسي إليها بثبات لوهلة، ثم قال: «ألم تكوني حقا تعلمين بهذا؟ ألم تكوني تعلمين بأن ويلفريد أوف إيفانهو قد سافر في محفة اليهودي؟»
قالت روينا، مجبرة نفسها على التحدث بنبرة من اللامبالاة، على الرغم من أنها كانت ترتجف من الخوف: «وإن كان هنا، فعلام ينافس فرونت دي بوف؟ أو ما الذي يخشاه أكثر من فترة سجن قصيرة، وفدية مشرفة، وفقا لعادات الفروسية؟»
قال دي براسي: «ألا تعلمين يا روينا أن ثمة غيرة في الطموح والثروة كما في الحب، وأن مضيفنا هذا، فرونت دي بوف، سيقصي من طريقه من يعارض زعمه بحوزته لممتلكات إيفانهو الجميلة بلهفة وبلا ضمير كما لو كانت فتاة ذات عينين زرقاوين قد فضلته عليه؟ ولكن إن قبلت طلبي للزواج منك، يا سيدتي، فلن يخشى البطل الجريح شيئا من فرونت دي بوف.»
قالت روينا: «فلتنقذه بحق السماء!»
قال دي براسي: «يمكنني أن أفعل - بل سأفعل - فهذا هو غرضي؛ لأنه متى وافقت روينا على أن تصبح عروس دي براسي، فمن ذا الذي يجرؤ على أن يؤذي قريبها وابن الوصي عليها ورفيق شبابها؟ ولكن يجب أن تشتري حمايته بحبك لي. فلتستخدمي تأثيرك علي من أجله، وسيكون آمنا. أما إذا رفضت، فسيموت ويلفريد، ولن تكوني أنت نفسك أقرب للحرية.»
ردت روينا: «إن في الفظاظة اللامبالية في لغتك شيئا ما لا يمكن التوفيق بينه وبين الأهوال التي يبدو أنها تفصح عنها. لا أعتقد أن غرضك شرير إلى هذا الحد، أو أن قوتك بهذا العظم.»
قال دي براسي: «فلتخدعي نفسك إذن بهذا الاعتقاد حتى يثبت لك العكس بمرور الوقت. إن حبيبك يرقد جريحا في هذه القلعة. معشوقك المفضل. إنه يمثل عقبة بين فرونت دي بوف وبين ما يحبه فرونت دي بوف أكثر من حبه للطموح أو الجمال. ماذا سيكلفه الأمر أكثر من ضربة خنجر أو طعنة رمح لإسكات خصمه للأبد؟ كما أن سيدريك ...»
قالت روينا مكررة كلماته: «كما أن سيدريك، الوصي علي النبيل الكريم! إنني أستحق ما لقيته من شر؛ لأني نسيت مصيره حتى وإن كان ذلك لانشغالي بمصير ابنه!»
قال دي براسي: «إن مصير سيدريك يعتمد أيضا على قرارك، وأتركك كي تتخذيه.»
Bilinmeyen sayfa