============================================================
كاب اثبات النبووات كانت بمن جهة رسالة الخالق عز وجل نجع ذلك في قلوب اتباعهم ورخت المودة فيها لهم ، فإذا النبوءة ثابتة من جهة المحبة ايضا فان الفضل موجود في الشيء من غيره لا يكون الآ من جهة المحبة وذلك ان الرجل اذا وهب ولده او اهله او صديقه شيئا من العطايا والمواهب فانه لا يفعله الا من جهة محبته لهم وإثاره اياهم ، فلمتا وجد في نفر من الناس فضل عدم تذلد القعلى من غيرهم من المثاركين فم في النوع بالصورة وهور الرسالة والنبودة علم آن وجوده فيمن وجد فيهم لتقدم المحبة لهم من المفضل عليهم فقال عز وجل يخاطب صفيه موسى عليه السلام: ( وألقيت عليك محبة مني ) يعني ورقيتك بمحبتي لك الى درجة الرسالة ، ومن شأن المحبة ان تكون بلقاء المحبوب ، فأمتا بعد فقد المحبوب فان المحبة لا توجد بل ربما كره الرجل ان يرى من اثار محبوبه شيئا ، وان رآه جزع عليه وربما ترك من المأكول والمشروب ما يعلم ان محبوبه يميل اليه ويواظب عليه و عبة الرسل بخلاف ذلك فان امهم الذين لم يعاينوهم اشد حبتا لهم من يعاينوهم ويشاهدوهم، وتراهم عاكفين على اثارهم واخلاقهم من غير جزع عليهم ، فأذا بتهم للرسالة التي ادوها اليهم لانفسهم ، والرسالة موجودة فيهم غير زائلة عنهم فهم يحبونها ولا يملون من المداومة على اثارهم فإذا النبوءة ثابتة من جهة المحبة والرسالة مشابهة شابها عجيبا وذلك ان الرسالة ربما تتأكد بين البعيدين وبين القريبين ولا تعمل في القريب وذي اللحمه وان الرجل ربما ابغض ولده وأخاه فلا يحب مواصلتهما بوجه من الوجوه وأحب مملوكه الذي جلبه من السند والترك وتقع الإلفة بينهما فينفع هذا السندي من ماله ما لا ينفع به ولده وأخاه كذلك الرسالة ربما وقع لها قبول من الأبعدين ونفور من الاقربين وربما ينجع في قلوب الامم الذين هم بالبعيدين عنها ما لا ينجع في قلوب الامم الذين ليست بينهما واسطة ، فإذا النبوءة ثابتة من جهة المحبة.
وان المحبة تورث الالفة وترفع الشحناء(1 والعداوة ، وقد تكون بين الرجلين عداوة وفرقة فإذا وقعت بينهما المحبة من اجل احسان يظهر من احدهما الى صاحبه ارا بعد العداوة والافتراق موتلفين وبعد المبائنة مجتمعين كذلك ترفع الرسالة العداوة ولا وتوقع الإلفة كما حكى الله عز وجل عن إلفة القوم الذين كانوا قبل محمد صلى (1) في نستة س وردت الشحنة .
Sayfa 160