============================================================
يداويها ويهذبها ، والنطقاء هم الذين يفعلون ذلك . ولكن يجب ان نعرف من هم هولاء النطقاء.
فعتد رجوعنا الى ما اورده دعاة الاسماعيليين نجد ان الصفات والخصال الي حب ان يتصف بها النطقاء هي الوحي اولا ، ثم اعلان الدعوة في الامة ، ثم تدوين الكتاب المنزل ، ثم ايضاح معانيه ، ثم وضع السنن ومداواة النفوس وتهذيبها ، ثم معرفة سياسة النفوس الشريرة ، ثم اجراء السنة - الاحكام - في امور الدنيا جميعا، م التزهيد في الدنيا ، ثم تفصيل احكام الخاص والعام .
ولما كان العقل اداة باطنة في الانسان به يبصر ما بطن . كما ان العين اداة فيه ظاهرة يبصر بها ما ظهر، وعمل هاتين الاداتين العقل والعين مقيد بشرط هو انه كما لا سبيل للعين على الابصار الأ بنور خارج من الشمس والقمر والنور والنار ، فكذلك لا سبيل للعقل على تبصره الا برسول او وصي او إمام ، وهؤلاء هم للعقول وللبصر بمنزلة الشمس والقمر والنجوم .
وقد اثبت السجستاني في المقالة الثانية ان النطقاء كثيرا ما حظروا على ايمهم ما رخصوه لأنفسهم وحظروا على انفسهم ما رخصوه لامهم ؛ ويخلص الى القول انه ي بعض الفترات يروج بعض الدعاة اكاذيب تصيبها الشهرة والدعوة كما تصيب دعوة الانبياء ولكن هذا الى حين .
في المقالة الثالثة ، يتقلب السجستاني الى فيلسوف اكثر عمقا في فلسفة الاديان ف يثبت النبوءة بالدلائل الدامغة من جهة الاجناس الطبيعية والانواع والفصول والخواص الاعراض والحركات والازمنة والامكنة والكون والفساد والقضاء والاختلاف والاضافة والافعال ، وكل هذا باسلوب فلسفي فيه العمق والمنطق والبيان الرائع .
في المقالة الرابعة يعود لاثبات النبوءة من جديد عن طريق العقل فيقول ان اول سالة يوديها العقل هي معرفة المبدع وبعده من جهة العقل ثم من جهة النفس ، م من جهة الاعداء ثم من جهة الفكر والحفظ والذكر والمحبة والغلبة والسعادة والشرف.
في المقالة الخامسة يثبت لنا السجستاني ان الانبياء هم من معدن واحد بالرغم من اختلاف أوضاعهم ؛ ثم يعود فيبرهن لنا ان التبوءة ليست متسلسلة من نسل الى آخر وسبب ذلك اختلاف الاوضاع ؛ ويعود بعد ذلك فيثبت لنا ان الرسول يتفضل
Sayfa 15