وقام سوق ذى المجاز- ويقال عكاظ- فحضرت حليمة بالنبى (صلى الله عليه وسلم)، وبالسوق يومئذ عراف من هذيل يؤتى إليه بالصبيان لينظر إليهم من هوازن؛ فلما نظر إلى رسول (صلى الله تعالى عليه وسلم)، وإلى الحمرة التى فى عينيه، وإلى خاتم النبوة صاح: يا معشر هذيل، يا معشر العرب- ويقال جعل يصيح: يآل هذيل- إن هذا لينتظر أمرا من السماء، وجعل يغرى بالنبى (صلى الله تعالى عليه وسلم)، فاجتمع إليه الناس من أهل الموسم، فقال:
اقتلوا هذا الصبى. فانسلت به حليمة، فجعل الناس يقولون: أى صبى؟ فيقول: هذا الصبى. فلا يرون شيئا؛ فقد انطلقت به أمه.
فيقال له: ما هو؟ فيقول: رأيت غلاما، وآلهته ليغلبن (1) أهل دينكم، وليكسرن أصنامكم، وليظهرن أمره عليكم. فطلب بذى المجاز- أو بعكاظ- فلم يوجد. ورجعت به حليمة إلى منزلها.
فكانت بعد هذا لا تعرضه لعراف ولا لأحد من الناس.
ولقد نزل بهم عراف فأخرح إليه صبيان أهل الحاضر، وأبت حليمة أن تخرجه إليهم، إلى أن غفلت عن رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم)، فخرج من المظلة، فرآه العراف فدعاه، فأبى رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم). فدخل الخيمة، فجهد بهم العراف أن يخرج (2) إليه فأبت، فقال: هذا نبى.
Sayfa 71