السنة الثانية من مولد النبى (صلى الله عليه وسلم) (1)
........
فيها- بعد أن بلغ النبى (صلى الله تعالى عليه وسلم) سنتين- قدمت به حليمة على أمه وهى حريصة على مكثه فيهم لما رأوا من عظيم بركته. (صلى الله تعالى عليه وسلم)، فلما كانوا بوادى السرر، قالت حليمة: لقيت نفرا من الحبشة- وهم خارجون منها- فرافقتهم فسألوها، فنظروا إلى رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) نظرا شديدا، ثم نظروا إلى خاتم النبوة بين كتفيه، وإلى حمرة فى عينيه، فقالوا: أيشتكى إيذاء عينيه للحمرة التى فيها؟ قالت لا (2).
ولكن هذه الحمرة لا تفارقه. فقالوا: هذا والله نبى؛ فغالبوها عليه فخافتهم أن يغلبوها عليه فمنعه الله. فدخلت به على أمة فأخبرتها بخبره، وما رأوا من بركته، وخبر الحبشة. فلما رأته أمه قالت:
ارجعى بابنى فإنى أخاف عليه وباء مكة، فو الله ليكونن له شأن.
ويقال: إن حليمة- أو زوجها- كلمت آمنة وقالت لها:
دعينا نرجع ببنينا هذه السنة الأخرى، فإنا نخشى عليه وباء مكة. فلم تزل بها حتى ردته معهما (3).
Sayfa 70