و[بقوله تعالى]: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ و[بقوله تعالى]: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾. وقيل [الجلود هنا]: الفروج كنى عنها بالجلود، وقال [تعالى]- عن جهنم-: ﴿وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾، وقال [تعالى]- عنها-: ﴿سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا﴾، وقال [تعالى]- عن السماء والأرض-: ﴿قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾، وهو في القرآن كثيرٌ، وفي الحديث: أن النبي ﷺ قال: "من كذب علي متعمدًا فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدًا، قالوا: يا رسول الله، أو لجهنم عينان؟ قال: أما سمعتم الله يقول: ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا﴾، وفي الخبر الصحيح- عن يوم القيامة-: "فيخرج عنقٌ من النار فيلتقط الكفار لقط الطائر حب السمسم" يعني يفصلهم عن الخلق في المعرفة، كما يفصل الطائر حب السمسم من التربة. وحملوا بكاء السماء والأرض، وانفطار السماء، وانشقاق الأرض، وهبوط الحجارة من خشية الله، كل ذلك، وما كان مثله على الحقيقة، وكذلك إرادة الجدار الانقضاض.
1 / 35