419

Üstünlük

الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197

Bölgeler
Yemen
İmparatorluklar
Resûlîler

الوجه الأول منها: أن يكون على جهة العموم، وحاصله: دلالة الظهور؛ لأن الحق أن دلالة العموم ليست إلا من جهة الظاهر دون النص؛ لأن العموم ليس نصا فيما تناوله وإنما هو ظاهر في الدلالة، وتقريره هو أن قوله: (( إنها من الطوافين عليكم والطوافات)). ولفظ: الطوافين، لفظ العموم؛ لأنه مستغرق بدخول اللام عليه كالمؤمنين والمسلمين، وما كان دلالته من جهة العموم الذي يكون ظاهرا فليس دالا من جهة القياس وإنما دلالته لفظية، وليس من المعاني في ورد ولا صدر.

الوجه الثاني: أن تكون دلالته من جهة اللفظ بطريق الأولى، وتقريره: أنه قال في لفظ الخبر: (( إنها من الطوافين)). و [كلمة] من هذه للتبعيض، فكأنه قال: إن الطوافين عليكم أفواههم طاهرة والهرة منهم، فمن أجل ذلك حكمنا أن ما عدا الهرة فأفواههم طاهرة من جهة الأولى؛ لأن ظاهر اللفظ أنهم هم المقصودون به، والهرة إنما دخلت على جهة التبع لا على جهة القصد، وهذا هو مطلوبنا، وما كان داخلا من جهة الأولى فليس حاصلا بالقياس، ولهذا فإنا قلنا: إن تحريم الضرب في قوله:{فلا تقل لهما أف}[الإسراء:23]. ليس قياسا كما هو قول الأكثر من الأصوليين لما كان مفهوما من جهة الأحق والأولى، وهكذا ما قلناه إذا كان غير الهرة مفهوما بالمعنى قبل الهرة، فهو من طريق الأحق والأولى.

الوجه الثالث: أن تكون دلالة العلة وطريق إثباتها من جهة التنصيص، وهو قوله: (( إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم)). لأن من الأصوليين من قال: إن (إن) المكسورة إذا وجهت على جهة التعليل فهي نص في تقرير التعليل، كقوله عليه السلام: (( زملوهم بكلومهم فإنهم يبعثون يوم القيامة))(¬1). فهي في الخبر دالة على العلة من جهة النصوصية، وما كان هذا حاله في التنصيص على العلة، فقد قال بعض الأصوليين: إنه لا يعد قياسا أصلا؛ لأجل النص على العلة، فحصل من مجموع ما ذكرناه: أن الحكم بطهارة أفواه ما عدا الهرة ليس من جهة القياس، على التلخيص الذي قررناه.

الفرع السابع: في تقرير المختار من هذه الأقاويل، والحق أن الحكم بطهارة أفواه ما عدا الهرة إنما حصل من جهة الدلالة اللفظية، وهي دلالة الظهور من جهة العموم، إما على جهة الاستواء بينها وبين سائر الطوافين كما في مفردات العموم، وإما على أن ما عداها هو أحق بالدلالة منها من جهة أن التقدير في الخبر: ومن كان طائفا عليكم ففوه طاهر والهرة من جملتهم، وكلاهما مدلول عليه من جهة اللفظ كما ترى دون القياس ويتأيد هذا الاختيار بإبطال ما سواه.

Sayfa 426