Müslümanların Putperestliğe Dönüşü: Islah Öncesi Teşhis
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
Türler
صلى الله عليه وسلم
للصحيفة بسيفه رمزا واضحا يحمل معنى السلام القائم على القوة والاقتدار. أما أهم بنود الصحيفة فهي تلك التي تقول في مفتتحها: «هذا كتاب من محمد النبي الأمي» والمقصود نبي الأميين (جمع أمم) أي نبي الأمم أي (الجوييم) أي غير اليهود. والمفتتح يشير إلى المعاقل كفرمان صادر من سلطة النبي السيادية، فأطراف الصحيفة لم تكن متكافئة؛ فهو سلام مفروض فرضا، أو هي بمثابة كتاب أمان من النبي، أو عقد اجتماعي مفروض، مع فرض صفة النبوة للنبي في الوثيقة الرسمية، لتعني اعترافهم بذلك راغمين ولو لم يؤمنوا، وهو ما يعني عند العربي الإذلال بإحناء الرأس لأمر لا يعتقد فيه قهرا؛ لذلك كثيرا ما كان الإسلام يفرق بين المسلم والمؤمن؛ فالمؤمن هو صادق اليقين بعكس من أسلم خوفا أو رشوة بتأليف قلبه، وقد جاءت الصحيفة متجاوبة مع رغبة اليهود وبقية مشركي يثرب في الأمان بعدما اجتز السيف الإسلامي رءوس سادتهم.
إن أبرز المفاصل في الصحيفة هي: «وإنكم مهما اختلفتم في شيء، فإن مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد
صلى الله عليه وسلم » هي خطاب من سيد لمسود «إنكم»، وليست (نحن الموقعين)، والأمر الأشد دلالة قانون بالصحيفة يقول: «وإن بطانة اليهود كأنفسهم، وإنه لا يخرج أحد منهم إلا بإذن محمد، وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة، وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو شجار يخاف فساده، فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله» (ابن كثير، البداية، ج3، ص223-224).
وبين الأفخاذ القبلية التي تم تعدادها كأطراف للمعاقل تم وضع المهاجرين كأبناء البلد، وكفخذ من الأفخاذ البشرية الأصيلة فيها، بل إن الصحيفة أكسبت المهاجرين ليس الوجود الشرعي فقط ولا المواطنة عوضا عن اللجوء فقط، بل غدا الأنصار أنفسهم إزاء المهاجرين تابعين لا مجيرين ومتبوعين.
الأهم من كل هذا أنه لا بد من افتراض حدوث وقعتين ضد بني النضير لا وقعة واحدة هي المشهورة، وقعة أولى حاصرهم فيها المسلمون وفرضوا عليهم صحيفة المعاقل، تلاها بعد ذلك الوقعة المشهورة في تاريخنا والتي تم بموجبها إجلاؤهم عن يثرب والاستيلاء على ممتلكاتهم.
وتتتالى الأحداث، فيقتل المسلمون بعض الأعراب الوثنيين من بني عامر عرضا وخطأ، حيث كان بينهم وبين النبي عهد خضوع مقابل السلام، فقاموا يطلبون من النبي دية القتلى التزاما بالسلام وعدم إعلان الحرب.
هنا يحكي لنا الطبري أن النبي ذهب إلى بني النضير يطلب منهم مساعدته على أداء دية القتيلين العامريين؟! يقول الطبري: «فانطلق رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إلى قباء، ثم مال إلى بني النضير مستعينا بهم في ديتهما، ومعه نفر من المهاجرين والأنصار وفيهم أبو بكر وعمر وعلي وأسيد بن حضير، فلما أتاهم الرسول يستعينهم في دية ذينك القتيلين: قالوا: نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت؛ مما استعنت بنا عليه» (الطبري، التاريخ، ج2، ص551).
Bilinmeyen sayfa