Müslümanların Putperestliğe Dönüşü: Islah Öncesi Teşhis
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
Türler
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم
وأموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا
ولا تلبسوا زيا كزي الأعاجم
بغض النظر عما يتضمنه شعر حسان من المن على الله ورسوله، وكيف نصروا النبي وتنازلوا له عن جزء من نصيبهم في المغانم (الفيء)؛ فإنه لا يجد غير سبيل الوضوح التام وكيف دخل الناس الدين الجديد بمرهفات الأنصار الصوارم مع الإجبار والإذلال، إنها حرب نفسية وسيلتها الكلام أو الشعر، موضحا أن المسلمين يعلمون جيدا أن وفد تميم الثاني قد جاء يدفعه الخوف والرعب، لكنهم ما زالوا يحاولون تفاخرا خجلا رده عليهم حسان وقال لهم بوضوح جارح ومهين إنهم مجرد خدم وخول للمسلمين، أو الأحرى يمكن أن تصبحوا كذلك وأن المسلمين يعلمون أنهم جاءوا يستجدون حقن دمائهم وأموالهم من أن تكون غنائم يقتسمها المسلمون؛ لذلك سخر من فخرهم الذي سيعود عليهم وبالا، ثم أنهى الموقف بعبارته الباترة: إن كنتم حاضرين لحقن دمائكم وأموالكم فأعلنوا التبعية والتسليم.
إن لقاء كهذا هو لقاء بدوي قبلي تماما لا علاقة له بالدول والمؤسسات، بقدر ما هو مرتبط بالطبيعة البدوية والسلوك البدوي والحياة الصحراوية بكل معانيها، فلم يفاخر أحد الطرفين خصمه بما يمكن أن يباهي به العالم خارج صحرائهم أو خارج نطاق المفاهيم القبلية البدوية.
انظر نهاية الاجتماع الرسمي في قول الأقرع بن حابس التميمي بعد فراغ حسان من شعره: «وأبي إن هذا لمؤتى له، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أعلى من أصواتنا» (ابن كثير، التاريخ، عام الوفود). هكذا انتهت المعركة الكلامية الباردة، علم التميميون أن محمدا مؤتى بوحي سماوي، حتى أقسم الأقرع بأبيه إن هذا لمؤتى له، وقد استمد الأدلة على ذلك من عدة شواهد وأدلة وقرائن، أن شاعره أشعر من شاعرنا، وأن خطيبه أخطب من خطيبنا، وأن أصواتهم أعلى من أصواتنا، وهي كلها مفاهيم بدوية بحتة لا علاقة لها بما نفهمه من المنطق، فأشهر الوفد إسلامه بعد اقتناع بعلو الصوت؛ أي أنهم انتقلوا من مرحلة المباهاة والمفاخرة إلى انتكاسة لا تريد الاعتراف بالجبن عن المواجهة، بل إعلان الاقتناع بالدين الجديد الذي لم يعلموا عنه شيئا بعد!
وإذا كانت الرئاسة التي حازها النبي لأنه كان نبيا فكانت له كونفدرالية في شبه دولة كخاصية من خصوصياته النبوية، فماذا نسمي شكل الحكم الذي مارسه خلفاؤه الذين يعرفهم تاريخنا بالراشدين؟ يعمد دعاة الدولة الإسلامية لدعم الخلافة الراشدة ومشروعيتها بأنها كانت بأمر من النبي في حديث منسوب إلى النبي يقول: «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ...» إلخ.
فإذا كان ما يقوله دعاة الدولة الإسلامية صحيحا فلماذا لم يذكر أبو بكر هذا الحديث في صراع السقيفة على السلطان دعما لموقفه ولحسم الأمر من بدايته؟ ولماذا لم يذكر النبي أبا بكر عندما سأله المسلمون أن يوصي لهم بمن يخلفه؟ هذا ناهيك عن كون الحديث المذكور يفيد الاقتداء في شئون الاعتقاد والإيمان وتفاصيل الدين، وليس فيه ما يشير إلى رئاسة ولا إلى دولة تحتاج إلى حاكم، وتحتاج من الرعية إلى طاعة هذا الحاكم وليس الاقتداء به، لأن الاقتداء يعني أن يكون الرعية كلهم حكاما اقتداء بهم! إن الرسول لم يقر للمسلمين بوجود دولة للمسلمين وإلا لبينها في حديث واحد من أحاديثه المؤلفة آلافا، ولشرح لهم تفاصيل نظامها السياسي والاقتصادي والعسكري والقضائي والإداري، ولكان أمره للرعية بالطاعة مع نظام حكم واضح وليس بالاقتداء.
تعال قارئي لتجهد نفسك معي قليلا مع بعض الصبر لتعذرونا على ما نعانيه في بحثنا في تراثنا الطويل العريض الغليظ، لنقرأ معا الطبري يروي أحداث تولي أبي بكر الرئاسة: «حدثنا ابن حميد، قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: لما بويع أبو بكر في السقيفة - وكان الغد - جلس أبو بكر على المنبر فحمد لله وأثنى عليه بالذي هو أهل له، ثم قال: أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرد له حقه إن شاء الله، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع أحدكم الجهاد في سبيل الله فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.»
Bilinmeyen sayfa