Tanrı Zirvede İstifa Ediyor
الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة
Türler
أي مساعدة؟ نحن الذين نقدم إليكم المساعدات والمعونات. إن دولتكم كلها يا أخي لم تقم إلا على أكتافنا؛ ألم نمدكم بالأسلحة لتقتلوا أهل فلسطين والعرب؟ حتى السلاح النووي الذي نحرمه على الجميع إلا أنتم ونحن؛ وكنتم مشردين في العالم فجعلناكم دولة مثل الدول الأخرى، رغم أن دولتكم لم تقم إلا على إراقة الدم، ولا تزال تريق الدم رغم اعتراضاتنا، ماذا تريدون يا أخ موسى أكثر مما أخذتم؟ أتريدون الأرض الموعودة من النيل إلى الفرات؟! هذا طمع وجشع زائد على الحد!
سيدنا موسى :
يا بني أنت شاب غرير مغرور، تتصور أنك مركز الكون. إن دولتنا إسرائيل يا سيدي قامت بأمر الله وليس بأمر البشر. وإذا كنتم تساعدوننا فهذا من أجل مصالحكم في الشرق الأوسط؛ لولا وجودنا في المنطقة يا أخي لما أصبح لكم وجود فيها. هذا العراك يا بني بيننا لا فائدة منه لكم أو لنا؛ لن يستفيد منه إلا أعداؤنا المسلمون. خذ يا بني لقمة صغيرة لا بد أنك جائع بعد هذا المشوار الطويل. (يقرقشان معا الخبز المقدد، ويردد سيدنا عيسى آية الإنجيل بصوت خافت: «خبزنا كفافنا أعطنا اليوم، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا، ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير، لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد، آمين.») (في الطريق البعيد من الطرف الآخر للمسرح يظهر سيدنا محمد يسير بخطوة وئيدة، ينظر أمامه، في يده كتاب الله القرآن، وفي اليد الأخرى سبحة، يحركها بين أصابعه بهدوء، يتقدم بضع خطوات ثم يتوقف يتفقد الطريق.)
سيدنا محمد :
تغيرت معالم الطريق منذ سرت فيه آخر مرة، كل شيء يتغير ولا دوام إلا لله سبحانه وتعالى، كان هذا الطريق يقود إلى المدينة المنورة، وكان هنا كهف دلني الله إليه، ما إن دخلت الكهف حتى أمر الله العنكبوتة أن تسرع إلى الباب وتنسج فوقه خيوطها، جاء الكفار رأوا خيوط العنكبوت على الباب، فأدركوا أن الكهف لم يدخله أحد، ساروا في طريقهم، ما إن اختفوا حتى خرجت من الكهف، هكذا نجاني الله من الموت بسبب تلك العنكبوتة الصغيرة، لولا هذه العنكبوتة ما وصلت سالما إلى المدينة المنورة، وما قامت دولة الإسلام. سبحان الله مالك السماوات والأرض لا شريك لك، تعرف ما في الصدور، وتعرف لماذا جئت إليك اليوم يا رب أطلب العون، كانت دولة الإسلام والعرب تمتد من بلاد الفرس إلى ما بين النهرين إلى الشام ومصر وبلاد المشرق حتى بلاد المغرب إلى الأندلس في إسبانيا، لكن أحوال المسلمين ساءت، وحكوماتهم فسدت وتقلصت دولة الإسلام، ولا تزال تتقلص، وأخشى أن تنتهي تماما من فوق الأرض. أصبح المسلمون والعرب في مؤخرة البلاد، يسمونها البلاد المتخلفة، مع أن حضارة الغرب قامت على حضارتنا. وقد منحت يا رب أمتنا العربية خيرات كثيرة؛ فهي خير أمة أخرجت للناس كما ذكرت في كتابك الكريم. وأهم هذه الخيرات هو البترول بالطبع، لكن هذا البترول تحول من سلاح في أيدينا إلى سلاح في يد أعدائنا. إبليس يوسوس في آذان الناس ويقول لهم أين ربكم الأعلى يا معشر المسلمين؟! لماذا ينتصر عليكم اليهود والنصارى في كل المعارك، معركة وراء معركة تنهزمون وتضيع الأرض والمال والبنون، مع أنكم أكثر الناس تمسكا بدينهم، وتمسكا بالأخلاق والفضيلة، ونساؤكم صالحات محجبات، أما النساء النصارى واليهود فهن كاسيات عاريات، أعوذ بالله، لم يصل الفساد في بلادنا إلى هذا الحد. وقد جئت إليك اليوم يا رب أطلب المشورة في مشكلة حادة لا تقبل التأجيل؛ هذه الأسرة المالكة لأرض الحجاز، بني سعود، هؤلاء اشتد فسادهم في الأرض؛ إن ملكهم يطلق على نفسه اسم خادم الحرمين الشريفين، إلا أنه لا يخدم إلا نفسه. حتى القبر الذي دفنوني فيه أصبح مهملا، هناك جدار يوشك على السقوط، مع أنه لا يكف عن بناء القصور لنسائه وأولاده. وهو يجمع الأموال من الحجاج لبيت الله الحرام، ومن عوائد البترول، ويودعها باسمه في بنوك النصارى واليهود. إنه يتفاوض مع اليهود والنصارى سرا، يتآمر معهم ضد المسلمين، ثم يذهب إلى الجامع ليصلي دون وضوء. إنه يا رب يشوه صورة الإسلام في العالم، ويقول إنك الذي منعت النساء من قيادة السيارات، وإنني قلت في حديث؛ وأنا لم أقل هذا، ولم تكن السيارات قد اكتشفت بعد على أيامي، وكانت النساء تركب الإبل، وما الفرق بين الإبل والسيارات يا رب؟! على الأقل السيارة لها سقف يحمي المرأة من العواصف والأمطار وقطاع الطرق، لكن الإبل بلا سقف. وقد انتهز إبليس الفرصة وراح يوسوس في آذان النساء، لكن النساء في بلادنا لا ينصتن لوسوسة الشيطان، إنهن صالحات فاضلات ولسن مثل نساء اليهود والنصارى.
المشكلة في بلادنا يا رب هم الملوك؛ إن الملوك إذا حكموا قرية أفسدوها، وقد زرت ملك السعودية في نومه، وقلت له: اسمع يا فهد. إن الله ينهاك عن الفساد، أنت تكتنز الذهب الفضة والمسلمين. لكنه في الصباح غير الحلم، وقال إنني زرته في المنام لأبلغه أنا راضون عنه وعن أعماله، وأنني قلت له الصلح خير مع بني إسرائيل؛ فهم أهل الكتاب وقد أرسل الله التوراة والإنجيل هدى للعالمين! وقد جئت إليك يا رب أطلب العون ضد طغيان هذا الملك السعودي، والذي جعل من بلاده قاعدة عسكرية لجيوش الأعداء ضد المسلمين، وأخشى على أمتي الانقراض. (يجلس سيدنا محمد على صخرة صغيرة، يبدو عليه الإعياء من طول الطريق الشاق، يتيمم بالرمال، ثم يقف بين يدي الله يصلي، يركع ويسجد أربع ركعات وسجدات ثم يجلس، يحرك حبات السبحة بين أصابعه، وهو صامت شاخص نحو السماء.) (في الكهف سيدنا عيسى وسيدنا موسى جالسان، يتابعان من بعيد سيدنا محمد بعد أن استمعا إلى كل ما قال.)
سيدنا موسى :
أتصدق أن الله قال لهم إنهم خير أمة أخرجت للناس؟ هذا كذب وافتراء على الله، وانظر ماذا قال عن اليهود والنصارى . هذا الرجل هو العدو الخطير، علينا القضاء عليه قبل أن يقضي علينا.
سيدنا عيسى :
يا أخي موسى اهدأ ولا تجعل الغضب يسيطر عليك. إن محمدا يعترف بنا وأننا أهل الكتاب، يؤمن أن التوراة والإنجيل هي كتب الله، وهو أفضل من غيره الذين ينكرون التوراة والإنجيل تماما، ويمكن التفاوض معه.
Bilinmeyen sayfa