هذا اضطرابهم في التعليل، وضعف مسلكهم فيه، فإذا تركناه وعدناه إلى القاعدة التي وضعوا، وجدناها مضطربة أيضا، فقد ورد من الأسماء ما هو ممنوع من الصرف، وليس به شيء من عللهم: كلفظ «سحر»، إذا أريد به سحر معين. و«أمس»، هو لأقرب أمس غير مصروف، ولأي أمس مصروف، وذكروا مثل هذا في «غدوة» و«بكرة» و«عشية» أيضا (س ج2، ص48-49). وجعل النحاة يفرضون لهذا المنع عللا، ثم يختلفون أنكر الاختلاف فيما يفرضون.
3
ورووا كثيرا من الشعر فيه أعلام منعت من الصرف وليس فيها من عللهم غير العلمية؛ كقول الأخطل:
طلب الأزارق بالكتائب إذ هوت «بشبيب» غائلة الثغور غدور
فمنع شبيبا وهو مصروف، وكقول حسان:
نصروا نبيهم وشدوا أزره «بحنين» يوم تواكل الأبطال
وكقول دوسر:
وقائلة ما بال «دوسر» بعدنا
صحا قلبه عن آل ليلى وعن هند؟!
وقال الشاعر:
Bilinmeyen sayfa