ورث السلطان سالم تركة والده بكل ما تحتويها من مشاكل لكن على الرغم من إدراكه لتلك المشاكل فإن قراراته وأحكامه حيالها كانت خاطئة في كثير من الأحيان، وبالتالي فقد عجز عن معالجة المشاكل السياسية الداخلية للبلاد (¬1) ، فهو في الوقت الذي قتل والده واستعان في ذلك بأحد رجال الوهابية كما ضم إليه عددا منهم في جنده فإننا نجده يجتمع برؤوس القبائل والعلماء وعلى رأسهم الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي والشيخ صالح بن علي الحارثي فور وصوله إلى مسقط بعد تسلمه مهام الحكم، ويعدهم بأنه سيحقق مطالبهم المتمثلة بتطبيق أحكام الشريعة والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (¬2) ، وبالطبع فإن هذه التصرفات من الاستعانة بالوهابية، وقتله لوالده، ووعوده للعلماء تؤدي إلى عدم الثقة به، وتثير حالة من الاستعداد والتربص خاصة إذا عرفنا درجة العلاقة غير المستقرة بين الوهابية والإباضية.
ب- موقف بريطانيا من حكومة سالم:
وقد كانت من أولويات السلطان سالم هي اعتراف بريطانيا بحكمه إلا أن تحقيق مثل هذا الهدف لم يكن سهلا له، فقد غضب الإنجليز عليه لقتله أباه فأطلقوا عمه تركي الذي كان عضدا لوالده، فأخذ يتصل بالقبائل العمانية وكون ضده معارضة قوية إلى حد أنه تمكن من تهديد بقائه على الحكم حيث حاصر مسقط مدة من الزمن ، كما تمكن من قتل بعض أنصاره ومن بينهم أحد قادة الوهابية الذي كان في جيشه (¬3) .
¬__________
(¬1) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 234-235. ولاندن،( عمان منذ 1856م)، ص 256-257. والعابد،(سياسة بريطانيا في الخليج العربي)، ص 49.
(¬2) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 236. ولاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 260.
(¬3) اسم هذا القائد هو عبدالله بن مشاري بن سعد بن مطلق المطيري،[أنظر: السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 237].
Sayfa 22