وبعد نجاح حملته قفل عائدا إلا أنه مر على عاصمته مسقط ولم يدخلها بل توجه إلى صحار وكان واليها من قبله ابنه سالم بن ثويني، وقد عهد إليه أبوه حماية الحدود الشمالية الغربية للبلاد إلا أن سالما قد خبأ في نفسه شيئا كان السلطان ثويني غافلا عنه وذلك من أجل أن ينفرد بالملك بعد أبيه، فبينما ثويني كان نائما وقت الظهيرة في حصن صحار تسلل عليه ابنه سالم في غرفته برفقة أحد عملاء الوهابية فأطلقوا النار عليه، وأردوه قتيلا، ثم اعتقل عمه تركي بن سعيد، وكان ذلك في 27 من رمضان سنة 1282ه/فبراير 1866م، ثم ذهب إلى مسقط وأعلن من هناك أنه سلطان على عمان (¬1) .
المطلب الثاني
حكم سالم بن ثويني 1282ه/1866م
تمهيد:
تميزت فترة حكم السلطان سالم بن ثويني لعمان بعدم الاستقرار بسبب إخفاقاته في إدارة الأزمة السياسية الناجمة بعد قتله لوالده.
فما ملامح هذه الأزمة. وما أسبابها؟ وما النتائج التي ترتبت من جرائها على عمان؟ وعلى سالم بن ثويني وأسرته الحاكمة ؟
هذا ما سنجيب عليه في هذا المطلب ومن خلال العناوين التالية:
أ- محاولات سالم بن ثويني في ترسيخ حكمه.
ب- موقف بريطانيا من حكومة سالم.
ج- توقف المساعدات المالية من زنجبار.
د- فقدان السيطرة على الساحل الشرقي للخليج العربي.
ه- سقوط حكومة سالم بن ثويني.
و- مبايعة عزان بن قيس على الإمامة.
أ- محاولات سالم في ترسيخ حكمه:
¬__________
(¬1) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 234-235. ولاندن (عمان منذ 1856م)، ص 256-257. والعابد،(سياسة بريطانيا في الخليج العربي)، ص 49.
Sayfa 21