Afrika: Kıtanın Unsurları Üzerine Bir Çalışma
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
Türler
HaIbfass, W., 1922. “Die Seen der Erde” in Petermanns Mitt. Nr, 185 Gotha.
الفصل السادس
المناخ والأقاليم المناخية
إن امتدادات أفريقيا بين خطي عرض 37 شمالا و35 جنوبا، ومرور خط الاستواء في قسمها الأوسط، لهو من الأسس الخطيرة التي شكلت المناخ وأقاليمه في القارة، فلقد نجم عن ذلك أن أشعة الشمس أصبحت تتعامد على أجزاء كثيرة من القارة في أوقات مختلفة من السنة أثناء الرحلة الظاهرية للشمس من مدار السرطان (27
23° شمالا) إلى مدار الجدي (27
23° جنوبا) وبالعكس، مما يؤدي إلى تعامدها مرتين في السنة على كل المناطق التي تقع بين المدارين، ونظرا لأن الشمس تكون عالية في السماء في المناطق بين المدارين، فإن أشعتها تكون قصيرة ومباشرة، وتؤدي قوة الإشعاع الشمسي إلى تأثيرات مناخية عديدة نذكر منها: ارتفاع نسبة التبخر من مسطحات الماء، وبالتالي اشتداد تكاثف السحب. ولا يقتصر التبخر على مسطحات الماء، بل يتعداه إلى ارتفاع الحرارة والتبخر من سطح التربة والنباتات، وبالتالي يؤدي ذلك إلى زيادة امتصاص الأرض والنباتات للماء الباطني.
خريطة رقم (12).
وتدل دراسة خرائط وإحصائيات الحرارة على أن درجة الحرارة في المناطق الاستوائية ليست شديدة الارتفاع كمناطق أخرى أبعد عن المنطقة الاستوائية، وربما وجدنا لذلك تفسيرا في أن النهار والليل يكادان يكونان متساويين طول السنة في المناطق الاستوائية، كما أنه لا يوجد شروق أو غروب طويل، وكلما بعدنا عن المنطقة الاستوائية زاد طول النهار الصيفي أو الليل الشتوي، ومعنى ذلك أن قدرا معينا من الحرارة يكاد لا يزيد ولا ينقص ينصب على المنطقة الاستوائية طول السنة، بينما تؤدي زيادة طول نهار الصيف في المناطق الأخرى إلى ارتفاع كبير في الحرارة - أعلى من حرارة المنطقة الاستوائية - ويقابل ذلك انخفاض كبير في الحرارة في تلك المناطق خلال الشتاء، ويترتب على ذلك أن درجات الحرارة تتغير تغيرا طفيفا على مدار السنة في المنطقة الاستوائية، بينما يكون مدى هذا التغير كبيرا في المناطق الأبعد عن المنطقة الاستوائية.
ووجود غطاء من السحب يلف المنطقة الاستوائية نتيجة شدة التبخر، هو عامل آخر يجب أن ينظر إليه بعين الاعتبار في تفسير ظاهرة انخفاض درجة الحرارة في المناطق الاستوائية عن المناطق الصحراوية، التي تمثل بحق أحر مناطق العالم، فعدم وجود غطاء السحاب يؤدي إلى وصول أشعة الشمس مباشرة إلى الأرض دون أن ترتد بعض قواها إلى الفضاء، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع هائل في درجة حرارة الأقاليم الجافة.
وعلى هذا الأساس فإن المنطقة الاستوائية تتمتع بصيف دائم، بينما تتضح ظاهرة الفصلية الحرارية في الأقاليم المدارية، ويشتد وضوحها في أطراف أفريقيا المطلة على البحر المتوسط والمحيط الجنوبي.
Bilinmeyen sayfa